فذكر خلق القوم طورا بعد طور وقال الله تعالى (هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن) وقال الله عز وجل * (لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون) حدثنا موسى ثنا سليمان عن ثابت عن أنس رضي الله تعالى عنه قال لما نزل ولا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول وكان ثابت بن قيس بن شماس رفيع الصوت فجلس في بيته وقال أنا الذي كنت أرفع صوتي فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم وأجهر له بالقول وقد حبط عملي وأنا من أهل النار ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل فقال إنه يقول كذا وكذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم هو من أهل الجنة وكنا نراه يمشي بين أظهرنا ونحن نعلم أنه من أهل الجنة فلما كان يوم اليمامة كان من بعضنا بعض الانكشاف فأقبل وقد تكفن وتحنط وقال بئس ما تعودون أقرانكم فقاتل حتى قتل قال أبو عبد الله وقد سمي بن عمر الصوت بالقرآن عبادة حدثني أبو يعلى محمد بن الصلت ثنا أبو صفوان عن يونس عن الزهري عن سالم عن أبيه قال أول ما ينقص من العبادة التهجد بالليل ورفع الصوت فيها بالقراءة وكان بن عمر رضي الله تعالى عنهما إذ سئل قال أسمع منك على حرفة وقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة حدثنا عبد الله بن يوسف ثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم بن الحرث عن أبي حازم التمار عن البياضي رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج وهم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال إن المصلي يناجي ربه فلينظر ما يناجيه به ولا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة
(١٠٧)