وقال ابن عيينة: نظرت في أمر الصحابة، فما رأيت لهم فضلا على ابن المبارك إلا لصحبتهم النبي صلى الله عليه وسلم وغزوهم معه (1) وقال إسماعيل بن عياش: ما على وجه الأرض مثل ابن المبارك، ولا أعلم أن الله خلق خصلة من خصال الخير إلا وجعلها فيه (2) وعن يحيى الليثي قال: كنا عند مالك، فاستؤذن لعبد الله ابن المبارك بالدخول، فأذن له. فرأينا مالكان تزحزح له في مجلسه، ثم أقعده بلصقه، وما رأيت مالكا تزحزح لأحد في مجلسه غيره. فكان القارئ يقرأ على مالك، فربما مر بشئ فيسأله مالك. ما مذهبك في هذا؟ أو ما عندكم في هذا؟ فرأيت: ابن المبارك يجاوبه، ثم قام، فخرج.
فأعجب مالك بأدبه، ثم قال لنا مالك: هذا ابن المبارك فقيه خراسان (3).
وعن عبد الوهاب بن عبد الحكم قال: لما مات ابن المبارك بلغني أن هارون الرشيد أمير المؤمنين قال: مات سيد العلماء (4)