الديباج على مسلم - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٥٣
يعظ أخاه في الحياء أي ينهاه عنه ويقبح له فعله ويزجره عن كثرته فقال: الحياء من الايمان: عند (البخاري): (فقال دعه فإن الحياء من الايمان * * * 60 - (37) حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار واللفظ لابن المثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن قتادة قال: سمعت أبا السوار يحدث أنه سمع عمران بن حصين يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الحياة لا يأتي إلا بخير فقال بشير بن كعب إنه مكتوب في الحكمة: أن منه وقارا ومنه سكينة فقال عمران أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدثني عن صحفك ثنا محمد بن المثنى هذا الاسناد والذي بعده رجالهما كلهم بصريون أما السوار بفتح السين وتشديد الواو وآخره راء الحياء لا يأتي إلا بخير استشكل من حيث أن صاحب الحياء قد يستحيي أن يواجه بالحق من لا يفعله فيترك أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر وقد يحمله الحياء عن الاخلال ببعض الحقوق وغير ذلك مما هو معروف في العادة وأجاب بن الصلاح وغيره بأن هذا المانع ليس بحياء حقيقة بل هو عجز وخور ومهانة وإنما يطلق عليه أهل العرف حياء مجازا لمشابهته الحياء الحقيقي وحقيقة الحياء خلق يبعث على ترك القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»