18 ((باب قول الله تعالى: * (هو الله الخالق البارىء المصور له الاسمآء الحسنى يسبح له ما فى السماوات والارض وهو العزيز الحكيم) *)) أي: هذا باب في قول الله عز وجل... إلى آخره. قوله: * (هو الله الخالق البارىء المصور له الاسمآء الحسنى يسبح له ما فى السماوات والارض وهو العزيز الحكيم) * كذا وقع في رواية الأكثرين، والتلاوة: * (هو الله الخالق البارىء المصور له الاسمآء الحسنى يسبح له ما فى السماوات والارض وهو العزيز الحكيم) * وثبت كذلك في بعض النسخ من رواية كريمة، وقال شيخ شيخي الطيبي: قيل: إن الألفاظ الثلاثة مترادفة، وهو وهم، فإن الخالق من الخلق وأصله: التقدير المستقيم، ويطلق على الإبداع وهو إيجاد الشيء على غير مثال. كقوله: * (خلق السماوات والارض بالحق تعالى عما يشركون) * وعلى التكوين كقوله: * (خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين) * والبارىء من البرء وأصله خلوص الشيء عن غيره إما على سبيل التفصي منه كقولهم: برئ فلان من مرضه والمديون من دينه، وإما على سبيل الإنشاء ومنه برأ الله النسمة. وقيل: البارىء الخالق البرىء من التفاوت والتنافر المخلين بالنظام، والمصور مبدع صور المخترعات ومرتبها بحسب مقتضى الحكمة والثلاثة من صفات الفعل إلا إذا أريد بالخالق المقدر فيكون من صفات الذات، لأن مرجع التقدير إلى الإرادة والخلق في حق غير الله يقع بمعنى التقدير، وبمعنى: الكذب، والبارىء خص بوصف الله تعالى والبرية الخلق، قيل: أصله الهمزة فهو من برأ، وقيل: أصله البري من بريت العود، وقيل: البرية من البرى بالقصر وهو التراب، ويحتمل أن يكون معناه موحد الخلق من البري وهو التراب، والمصور معناه المهيىء قال تعالى: * (هو الذي يصوركم في الارحام كيف يشآء لا إلاه إلا هو العزيز الحكيم) * والصورة في الأصل ما يتميز به الشيء عن غيره.
7409 حدثنا إسحاق، حدثنا عفان، حدثنا وهيب، حدثنا موساى هو ابن عقبة، حدثني محمد بن يحياى بن حيان، عن ابن محيريز، عن أبي سعيد الخدري في غزوة بني المصطلق أنهم أصابوا سبايا فأرادوا أن يستمتعوا بهن ولا يحملن، فسألوا النبي عن العزل، فقال: ما عليكم أن لا تفعلوا فإن الله قد كتب من هو خالق إلى يوم القيامة ا مطابقته للترجمة في قوله: من هو خالق إلى يوم القيامة وإسحاق قال الغساني: هو إما ابن منصور، وإما إسحاق بن راهويه، قيل: يؤيد أنه ابن منصور أن ابن راهويه لا يقول إلا: أخبرنا، وهنا ثبت في النسخ: حدثنا، وعفان هو ابن مسلم الصفار، ووهيب مصغر وهب ابن خالد البصري، و محمد بن يحيى بن حيان بفتح الحاء المهملة وتشديد الياء آخر الحروف الأنصاري، و ابن محيريز هو عبد الله بن محيريز بضم الميم وفتح الحاء المهملة وسكون الياء آخر الحروف وكسر الراء وسكون الياء آخر الحروف وبالزاي الجمحي القرشي السامي.
ومضى الحديث في النكاح في: باب العزل.
قوله: المصطلق بكسر اللام. قوله: عن العزل وهو نزع الذكر من الفرج، وقت الإنزال. قوله: ما عليكم أن لا تفعلوا أي: ليس عليكم ضرر في ترك العزل، أو: ليس عدم العزل واجبا. عليكم، وقال المبرد: لا زائدة.
وقال مجاهد: عن قزعة سمعت أبا سعيد فقال: قال النبي ليست نفس مخلوقة إلا الله خالقها قزعة هو ابن يحيى وهو من الأقران لأن مجاهدا في طبقة قزعة. قوله: سمعت وفي رواية أبي ذر: سألت والمسؤول عنه محذوف، وقد وصل هذا التعليق مسلم من رواية سفيان بن عيينة عن عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد بلفظ: ذكر العزل عند رسول الله، فقال: ولم يفعل ذلك أحدكم، ولم يقل: فلا يفعل ذلك. قوله: مخلوقة أي: مقدرة الخلق أو معلومة الخلق عند الله أي: لا بد لها من مجيئها من العدم إلى الوجود، والخلق من صفات الفعل وهو راجع إلى صفة القدرة.
19 ((باب قول الله عز وجل: * (قال ياإبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدى أستكبرت أم كنت من العالين) *