عمدة القاري - العيني - ج ٢٢ - الصفحة ٢٠٩
علم ينذر به، وقيل: سماه باسم المنذر بن عمر والساعدي الخزرجي الصحابي المشهور من رهط أبي أسيد، وأبو غسان بفتح الغين المعجمة وتشديد السين المهملة اسمه محمد بن مطرف بكسر الراء المشددة، وأبو حازم بالحاء المهملة والزاي سلمة بن دينار الأعرج، وسهل هو ابن سعد الساعي، وأبو أسيد بضم الهمزة وفتح السين المهملة وسكون الياء آخر الحروف واسمه مالك بن ربيعة الساعدي الأنصاري.
والحديث أخرجه مسلم في الأدب أيضا عن أبي بكر بن إسحاق ومحمد بن سهل.
قوله: (فوضعه) أي: فوضعه النبي صلى الله عليه وسلم على فخذاه إكراما. قوله: (فلهي النبي صلى الله عليه وسلم) بكسر الهاء وفتحها. أي: اشتغل بشيء كان بين يديه فاحتمل أي: رفع. قوله: (فاستفاق) أي: فرغ من اشتغاله كما يقال: أفاق من مرضه ولم ير الصبي، فقال: (أين الصبي)، فقال أبو أسيد: قلبناه أي: صرفناه إلى البيت، وذكر ابن التين أنه وقع في رواية: أقلبناه بزيادة همزة في أوله، قال: والصواب حذفها وأثبته غيره لغة. وقال الكرماني: أقلبناه لغة في: قلبناه، فلا سهو في زيادة الألف. قوله: (ولكن) قد علم أنه للاستدراك، فأين المستدرك منه؟ وأجيب: بأن تقديره ليس ذلك الذي عبر عنه بفلان اسمه بل هو المنذر.
6192 حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا محمد بن جعفر عن شعبة عن عطاء بن أبي ميمونة عن أبي رافع عن أبي هريرة أن زينب كان اسمها برة فقيل: تزكي نفسها فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم: زينب.
مطابقته للترجمة من حيث إن فيه تحويل اسم برة إلى زينب. ومحمد بن جعفر هو غندر، وعطاء بن أبي ميمونة مولى أنس بن مالك، وأبو رافع نفيع بضم النون وفتح الفاء الصائغ المدني ثم البصري.
والحديث أخرجه مسلم في الاستئذان عن أبي بكر ابن أبي شيبة وغيره. وأخرجه ابن ماجة في الأدب عن أبي بكر بن أبي شيبة.
قوله: (أن زينب) هي بنت جحش أم المؤمنين كان اسمها برة بفتح الباء الموحدة وتشديد الراء أو هي: زينب بنت أم سلمة ربيبة النبي صلى الله عليه وسلم، فغير النبي صلى الله عليه وسلم اسم كل منهما إلى زينب، وروى مسلم عن زينب بنت أم سلمة قالت: سميت برة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تزكوا أنفسكم، فالله أعلم بأهل البر منكم، فقالوا: ما نسميها؟ قال: سموها زينب.
6193 حدثنا إبراهيم بن موسى حدثنا هشام أن ابن جريج أخبرهم قال: أخبرني عبد الحميد ابن جبير بن شيبة، قال: جلست إلى سعيد بن المسيب فحدثني أن جده حزنا قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما اسمك؟ قال: اسمي حزن. قال: بل أنت سهل. قال: ما أنا بمغير إسما سمانيه أبي. قال ابن المسيب: فما زالت فينا الحزونة بعد. (انظر الحديث 6190).
مطابقته للترجمة ظاهرة. وإبراهيم بن موسى بن زيد الفراء أبو إسحاق الرازي يعرف بالصغير وهشام هو ابن يوسف الصنعاني، وابن جريج هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، وعبد الحميد بن جبير بضم الجيم وفتح الباء الموحدة ابن شيبة بفتح الشين المعجمة وسكون الياء آخر الحروف وفتح الباء الموحدة الحجي.
قوله: (حدثنا هشام) ويروى: أخبرنا هشام. قوله: (أن جده حزنا) قال الكرماني: هذا الإسناد مقطوع انقطع رجل من البين والأولى أي الرواية الأولى وهي التي سبقت قبل هذه أولى لأنه روى عن أبيه عن جده، قيل: هذا على قاعدة الشافعي: إن المرسل إذا جاء موصولا من وجه آخر يبين صحة مخرج المرسل.
109 ((باب من سمي بأسماء الأنبياء)) أي: هذا باب في بيان من سمى ابنه أو أحدا من جهته باسم نبي من الأنبياء عليهم السلام وهو جائز، وقد قال سعيد بن المسيب: أحب الأسماء إلى الله أسماء الأنبياء عليهم السلام وقد قال صلى الله عليه وسلم: سموا باسمي، وهذا يرد قول من كره التسمية بأسماء الأنبياء، وهي رواية جاءت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه من طريق قتادة عن سالم بن أبي الجعد وذكر الطبري، وحجة هذا القول حديث الحكم بن عطية عن ثابت عن أنس رفعه: تسمون أولادكم محمدا ثم تلعنونهم؟ والحكم هذا ضعيف ذكره البخاري في الضعفاء، قال: وكان أبو الوليد يضعفه.
(٢٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 ... » »»