ذلك إعلاما منه أمته ليفيد جوازه مع الكراهة، وترك الإنكار عليه دليل الكراهة.
6188 حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن أيوب عن ابن سيرين سمعت أبا هريرة قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: سموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي.
مطابقته للترجمة ظاهرة. وعلي بن عبد الله المعروف بابن المديني يروي عن سفيان بن عيينة عن أيوب السختياني عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة.
والحديث مضى في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي قول أبي هريرة، قال أبو القاسم، ولم يقل: قال النبي، أو قال الرسول، لطيفة وهي أنه يرى منع الاكتناء بأبي القاسم فذكره بأبي القاسم إشعارا بأنه لا يرى التكنية بأبي القاسم.
6189 حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان قال: سمعت ابن المنكدر، قال: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنه ولد لرجل منا غلام فسماه القاسم، فقالوا: لا نكنيك بأبي القاسم ولا ننعمك عينا، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر ذالك له، فقال: إسم ابنك عبد الرحمان.
مطابقته للترجمة من حيث إن فيه منع التكنية بأبي القاسم لأن الرجل الذي منع من ذلك لما أتى النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر له ذلك لم يقل له: كن، ولا قال له: سم محمدا وإنما قال: (اسم ابنك عبد الرحمن). وبظاهره احتج من منع التكنية بأبي القاسم، والتسمية بمحمد.
وهذا الحديث قد مر في الباب الذي قبله فإنه أخرجه هناك عن صدقة بن الفضل عن ابن عيينة وهنا أخرجه عن عبد الله بن محمد المسندي عن سفيان وهو ابن عيينة عن محمد بن المنكدر.
قوله: (ولا ننعمك عينا) من الإنعام أي: لا نقر عينك بذلك. قوله: أي: الرجل المذكور أتى النبي صلى الله عليه وسلم. قوله: (فذكر ذلك) أي: ما قالوا من قولهم: لا نكنيك بأبي القاسم. قوله: (أسم) بفتح الهمزة أمر من الأسماء بكسر الهمزة، ويروى: سم، بفتح السين وتشديد الميم من التسمية، وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم، نهى عن أربع، كنى: أبو عيسى، وأبو الحكم، وأبو مالك وأبو القاسم، لمن اسمه محمد.
107 باب اسم الحزن أي: هذا باب في ذكر من اسمه الحزن بفتح الحاء المهملة وسكون الزاي، وهو في الأصل ما غلظ من الأرض ضد السهل واستعمل في الخلق، يقال: فلان في خزونة أي: في خلقه غلظ وقساوة، والحزن بالضم الهم.
6190 حدثنا اسحاق بن نصر حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب