عمدة القاري - العيني - ج ٢٢ - الصفحة ٢٠٤
غيره. قوله: إنما المفلس الذي يفلس يوم القيامة، ومعنى الحديث كما أخرجه الترمذي، ولكن ليس فيه أداة الحصر. قال: حدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا يا رسول الله لا درهم له ولا متاع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وسفك دم هذا وضرب هذا، فيقعد فيقتص هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقتص ما عليه من الخطايا أخذ من خطاياهم فطرح عليه ثم يطرح في النار. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. قوله: كقوله: إنما الصرعة الذي يملك نفسه عند الغضب، أراد أن قوله: إنما المفلس كقوله: إنما الصرعة... وهذا حديث رواه أبو هريرة وقد مضى قبل هذا الباب بخمسة وعشرين بابا. قوله: كقوله: لا ملك إلا الله، أراد أن فيه الحصر كما فيما قبله لأن كلمة: لا، وكلمة: لا، صريح في النفي والإثبات فمقتضاه حصر لفظ بفتح الميم وكسر اللام على الله، لكن قد أطلق على غيره وفي نفس الأمر الملك حقيقة هو الله تعالى والباقي بالتجوز، وروى: لا ملك إلا لله، بضم الميم وسكون اللام. قوله: فوصفه بانتهاء الملك، وهو عبارة عن انقطاع الملك عنده أي: لا ملك بعده. قوله: فقال: * ((72) إن الملوك إذا.. أفسدوها) * (النمل: 34). وهو جمع: ملك، وفي القرآن شيء كثير من هذا القبيل كقوله تعالى: * ((21) وقال الملك) * (يوسف 50) في صاحب يوسف وغيره، ولكن. كما ذكرنا كل ذلك بطريق التجوز لا بطريق الحقيقة.
6183 حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويقولون: الكرم! إنما الكرم قلب المؤمن. (انظر الحديث 6182).
مطابقته للترجمة ظاهرة. وعلي بن عبد الله المعروف بابن المديني، وسفيان هو ابن عيينة.
والحديث أخرجه مسلم في الأدب أيضا عن عمرو الناقد.
قوله: (ويقولون: الكرم) بالرفع مبتدأ وخبره محذوف تقديره: يقولون: الكرم شجر العنب، ويجوز أن يكون الكرم خبر مبتدأ محذوف تقديره: ويقولون: شجر العنب الكرم، وكان الواو فيه عاطفة على شيء محذوف تقديره: لا يقولون: الكرم قلب المؤمن، ويقولون: الكرم شجر العنب، وقد رواه ابن أبي عمر في (مسنده) عن سفيان بغير واو، وكذا رواه الإسماعيلي من طريقه.
103 ((باب قول الرجل: فداك أبي وأمي)) أي: هذا باب في ذكر قول الرجل بين كلامه: فداك أبي وأمي، الفداء بكسر الفاء وبالمد وبفتح الفاء يقصر، يعني: أنت مفدى بأبي وأمي، والفداء فكاك الأسير، فداء يفديه فداء وفدى، وفاداه يفاديه مفاداة إذا أعطى فداءه وأنقذه، وفداه بنفسه فداء إذا قال له: جعلت فداك، وقيل: المفاداة أن يفك الأسير بأسير مثله.
فيه الزبير عن النبي صلى الله عليه وسلم أي: في قول الرجل: فداك أبي وأمي، قال الزبير بن العوام رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد روى البخاري هذا في مناقب الزبير من طريق عبد الله بن الزبير، قال: جعلت أنا وعمر بن أبي سلمة يوم الأحزاب في النساء... الحديث، وفيه: فلما رجعت جمع لي النبي صلى الله عليه وسلم أبويه، فقال لي: فداك أبي وأمي.
6184 حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان حدثني سعد بن إبراهيم عن عبد الله بن شداد عن علي رضي الله عنه قال: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفدي أحدا غير سعد، سمعته يقول: إرم فداك أبي وأمي، أظنه يوم أحد.
مطابقته للترجمة ظاهرة، ويحيى هو القطان، وسفيان هو الثوري، وسعد بن إبراهيم هو ابن عبد الرحمن بن عوف، وعبد الله ابن شداد على وزن فعال بالتشديد ابن الهاد الليثي المدني.
والحديث مضى في الجهاد عن قبيصة وفي المغازي عن أبي نعيم.
قوله:
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»