واحد في المعنى ولكنه استقبح لفظ خبثت فاختار لفظا بريئا من البشاعة سليما منها، وكان من سننه صلى الله عليه وسلم تبديل الاسم القبيح بالحسن.
6180 حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله عن يونس عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يقولن أحدكم: خبثت نفسي، ولاكن ليقل: لقست نفسي.
مطابقته للترجمة ظاهرة. وعبدان لقب عبد الله بن عثمان بن جبلة المروزي، وعبد الله بن المبارك المروزي، ويونس بن يزيد الأيلي، وأبو أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري، واسم أبي أمامة أسعد، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ويقال: إنه سماه وكناه باسم جده وكنيته.
والحديث أخرجه مسلم في الأدب أيضا عن أبي الطاهر وحرملة. وأخرجه أبو داود فيه عن أحمد بن صالح. وأخرجه النسائي في اليوم والليلة عن وهب بن بيان وغيره. قوله: (مثله) أي: مثل الحديث المذكور.
قوله: (قال) إلى آخره. تفسير لقوله: مثله.
تابعه عقيل أي: تابع يونس بن يزيد عقيل بن خالد في روايته عن الزهري بسنده المذكور والمتن. وأخرج هذه المتابعة من طريق نافع ابن يزيد عن عقيل. قوله: تابعه عقيل ليست في رواية أبي ذر، وإنما هي في رواية النسفي والباقين، والله أعلم.
101 ((باب لا تسبوا الدهر)) أي: باب فيه المنع عن سب الدهر وذكره في الترجمة بقوله: لا تسبوا الدهر، فإنه في لفظ مسلم هكذا حيث قال: حدثني زهير بن حرب حدثني جرير عن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تسبوا الدهر، قإن الله الدهر، وروى مسلم هذا الحديث بطرق مختلفة ومتون متباينة.
202 - (حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب أخبرني أبو سلمة قال قال أبو هريرة رضي الله عنه قال رسول الله قال الله يسب بنو آدم الدهر وأنا الدهر بيدي الليل والنهار) مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله يسب بنو آدم الدهر لأن معناه في الحقيقة يرجع إلى لفظ لا تسبوا الدهر ويؤيد هذا رواية مسلم المصرحة بذلك كما ذكرناه والحديث أخرجه النسائي أيضا في التفسير عن وهب بن بيان قوله يسب بنو آدم الدهر إلى آخره قال الخطابي كانت الجاهلية تضيف المصائب والنوائب إلى الدهر الذي هو من الليل والنهار وهم في ذلك فرقتان فرقة لا تؤمن بالله ولا تعرف إلا الدهر الليل والنهار اللذان هما محل للحوادث وظرف لمساقط الأقدار فتنسب المكاره إليه على أنها من فعله ولا ترى أن لها مدبرا غيره وهذه الفرقة هي الدهرية الذين حكى الله عنهم في قوله وما يهلكنا إلا الدهر وفرقة تعرف الخالق وتنزهه من أن تنسب إليه المكاره فتضيفها إلى الدهر والزمان وعلى هذين الوجهين كانوا يسبون الدهر ويذمونه فيقول القائل منهم يا خيبة الدهر ويا بؤس الدهر فقال لهم مبطلا ذلك لا يسبن أحد منكم الدهر فإن الله هو الدهر يريد والله أعلم لا تسبوا الدهر على أنه الفاعل لهذا الصنيع بكم فالله هو الفاعل له فإذا سببتم الذي أنزل بكم المكاره رجع السب إلى الله تعالى وانصرف إليه ومعنى قوله أنا الدهر أنا مالك الدهر ومصرفه فحذف اختصارا للفظ واتساعا في المعنى وقال غيره معنى قوله أنا الدهر أي المدبر أو صاحب الدهر أو مقلبه أو مصرفه ولهذا عقبه بقوله بيدي الليل والنهار وقال الكرماني لم عدل عن الظاهر ثم قال الدلائل العقلية موجبة للعدول ويروى بنصب الدهر على معنى أنا باق أو ثابت في الدهر وروى أحمد عن أبي هريرة بلفظ لا تسبوا الدهر فإن الله قال أنا الدهر الأيام والليالي أوجدها وأبليها وآتي بملوك بعد ملوك