عمدة القاري - العيني - ج ١٩ - الصفحة ١٣٩
الدمياطي: لعله أحطناهم، وقد سبقه بهذا عياض فإنه قال: قوله أحطنا بهم لعله أحطناهم، وحذف مع ذلك القول الذي هذا تفسيره، وهو: * (أم زاغت عنهم الأبصار) * (ص 1764;: 36) وينصح بالآية التي قبلها وهي قوله تعالى: * (وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار) * (ص 1764;: 46) قوله: (وقالوا) يعني: كفار قريش وهم في النار ما لنا لا نرى رجالا يعنون: فقراء المسلمين كنا نعدهم من الأشرار الأرذال الذين لا خير فيهم، يعني: لا نراهم في النار كأنهم ليسوا فيها بل زاغت عنهم أبصارنا فلا نراهم وهم فيها قوله: (اتخذناهم) بوصل الألف بلفظ الإخبار على أنه صفة لرجالا، هذا عند أهل البصرة والكوفة إلا عاصما، والباقون يفتحون الهمزة ويقطعونها على الاستفهام على أنه إنكار على أنفسهم وتأنيب لها في الاستخبار.
أتراب: أمثال أشار به إلى قوله تعالى: * (وعندهم قاصرات الطرف أتراب) * (ص 1764;: 25) وفسره بقوله: (أمثال) والأتراب جمع ترب بالكسر وهو اللدة، والمعنى: على سن واحد على ثلاث وثلاثين سنة.
وقال ابن عباس الأيد القوة في العبادة: الأبصار التبصر في أمر الله تعالى أي: قال ابن عباس في قوله تعالى: * (واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولى الأيدي والأبصار) * (ص 1764;: 54) وفسر: (الأيد) بالقوة في العبادة وفسر الأبصار بالتبصر في أمر الله، وهذا أسنده الطبري عن محمد بن سعد حدثني أبي حدثني عمي حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس به.
حب الخير عن ذكر ربي من ذكر ربي أشار به إلى قوله تعالى: * (إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب) * (ص 1764;: 23) أي: قال سليمان، عليه الصلاة والسلام، إني أحببت حب الخير أي: الخيل، والعرب تعاقب بين الراء واللام، فنقول: إنهملت العين وانهمرت، وهي الخيل التي عرضت عليه قوله: (عن ذكر ربي) أي: الصلاة (حتى توارت) أي: الشمس أي: حتى غابت. قوله: (من ذكر ربي) أراد به أن معنى عن ذكر ربي (من ذكر ربي) وكلمة: عن بمعنى: من.
طفق مسحا يمسح أعراف الخيل وعراقيبها أشار به إلى قوله تعالى: * (فطفق مسحا بالسوق والأعناق) * (ص 1764;: 33) وفسر قوله طفق مسحا بقوله: (يمسح أعراف الخيل) والأعراف جمع عرف بالضم، وعرف الفرس شعر عنقه، وكذلك المعرفة، وطفق من أفعال المقاربة، وقد ذكر غير مرة قال الثعلبي: وطفق أي: أقبل يمسح سوقها وأعناقها بالسيف وينحرها تقربا إلى الله تعالى، وهذا وما بعده ليسا في رواية أبي ذر.
الأصفاد: الوثاق أشار به إلى قوله تعالى: * (مقرنين في الأصفاد) * (ص 1764;: 82) وفسره (بالوثاق) والأصفاد جمع صفد وهو القيد، ومعنى: مقرنين موثوقين وهذا وما قبله مضيا في ترجمة سليمان في كتاب الأنبياء، عليهم الصلاة والسلام.
2 ((باب قوله: * (هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب) * (ص 1764;: 53)) أي: هذا باب في قوله عز وجل: * (هب لي ملكا) * إلى آخره، وأول الآية: * (قال رب اغفر لي وهب لي ملكا) * الآية، طلب سليمان، عليه الصلاة والسلام، المغفرة من الله، ثم قال: هب لي ملكا أصله: أوهب، لأنه من وهب يهب حذفت الواو منه تبعا لفعله، واستغنى عن الهمزة فحذفت فبقي: هب، على وزن: عل. قوله: (لا ينبغي لأحد من بعدي)، أي: لا يكون لأحد من بعدي، قاله ابن كيسان، وعن عطاء بن أبي رباح. أي: هب لي ملكا لا أسلبه في باقي عمري كما سلبته في ماضي عمري، وعن مقاتل بن حبان: كان سليمان ملكا ولكنه أراد بقوله: (لا ينبغي لأحد من بعدي) تسخير الرياح والطير يدل عليه ما بعده، وعن عمر بن عثمان الصدفي: أراد به ملك النفس وقهرها. قوله: (الوهاب) المعطي كثير العطاء.
8084 حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا روح ومحمد بن جعفر عن شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن عفريتا من الجن تفلت علي البارحة أو كلمة
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»