عمدة القاري - العيني - ج ١٩ - الصفحة ١٣٧
قال من قال أنا خير من يونس بن متى فقد كذب .
مطابقته للترجمة ظاهرة لا تخفى ومضى الحديث أيضا في سورة النساء فإنه أخرجه هناك عن محمد بن سنان عن فليح عن هلال عن عطاء بن يسار إلى إخره، ومضى الكلام فيه هناك مستقصى.
83 ((سورة: * (ص 1764;) *)) أي: هذا في تفسير بعض سورة: * (ص 1764;) * مكية بلا خلاف نزلت بعد سورة الانشقاق وقيل الأعراف، وهي ثلاثة آلاف وسبعة وتسعون حرفا، وسبعمائة واثنان وثلاثون كلمة، وخمس وثمانون آية، واختلف في معناه، فعن ابن عباس: بحر بمكة كان عليه عرش الرحمن لا ليل ولا نهار، وعن سعيد بن جبير: بحر يحيي الله به الموتى بين النفختين، وعن الضحاك: * (ص 1764;) * صدق الله تعالى، وعن مجاهد: فاتحة السورة، وعن قتادة: اسم من أسماء القرآن، وعن السدي: اسم من أسماء الله، وعن محمد القرظي: هو مفتاح أسماء الله تعالى إلى صمد وصانع المصنوعات وصادق الوعد، وعن ابن سليمان الدمشقي: اسم حية رأسها تحت العرش وذنبها تحت الأرض السفلى، قال: وأظنه عن عكرمة، وقيل: هو من المصاداة من قولك: صاد فلانا وهو أمر من ذلك. فمعناه: صاد بعملك القرآن أي: عارضه لتنظر أين عملك. فمن أول هكذا يقرأ: صاد بكسر الدال لأنه أمر، وكذا روي عن الحسن، وقرأه عامة قراء الأمصار بسكون الدال إلا عبد الله بن إسحاق وعيسى بن عمر فإنهما يكسرانه.
بسم الله الرحمان الرحيم سقطت البسملة فقط للنسفي، واقتصر الباقون على لفظ * (ص 1764;) *.
6084 حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن العوام قال سألت مجاهدا عن السجدة في ص 1764; قال سئل ابن عباس فقال: * (أولئك الذي هدي الله فبهدعاهم اقتده) * (الأنعام: 09) وكان ابن عباس يسجد فيها.
.
غندر بضم الغين المعجمة وقد مر غير مرة، والعوام، بفتح العين المهملة وتشديد الواوين حوشب الواسطي. والحديث مر في سورة الأنعام ومضى الكلام فيه هنالك.
7084 حدثنا محمد بن عبد الله حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي عن العوام قال سألت مجاهدا عن سجدة ص 1764; فقال سألت ابن عباس من أين سجدت فقال أو ما تقرأ: * (ومن ذريته داود وسليمان أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده) * فكان داود ممن أمر نبيكم صلى الله عليه وسلم أن يقتدي به فسجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
.
محمد بن عبد الله. قال الكلاباذي وابن طاهر: هو الذهلي نسبة إلى جده وهو محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس بن ذؤيب أبو عبد الله الذهلي النيسابوري، مات بعد البخاري بيسير، تقديره سنة سبع وخمسين ومائتين، روى عنه البخاري في قريب من ثلاثين موضعا ولم يقل: محمد بن يحيى الذهلي مصرحا بل يقول حدثنا محمد، ولا يزيد عليه، أو ينسبه إلى جده والسبب في ذلك أنه لما دخل نيسابور فشغب عليه محمد بن يحيى الذهلي في مسألة خلق اللفظ وكان قد سمع منه فلم يترك الرواية عنه ولم يصرح باسمه كما ينبغي، وقال غير غيرهما: يحتمل أن يكون محمد بن عبد الله هذا محمد بن عبد الله بن المبارك المخزومي فإنه من هذه الطبقة والله أعلم.
قوله: (من أين سجدت)؟ على صيغة الخطاب للحاضر، ويروى على صيغة المجهول للغائبة، أي: بأي دليل صارت سجدة! قوله: (فسجدها داود)، ولم يثبت في رواية أبي ذر، وسجد داود عليه الصلاة والسلام، فيها والرسول صلى الله عليه وسلم مأمور بالاقتداء به ونحن مأمورون بالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ومتابعته، وهذا حجة على الشافعي في قوله: ليس في * (ص 1764;) * سجدة عزيمة وباقي الكلام في هذا الباب استوفيناه في كتاب الصلاة في أبواب سجود التلاوة.
عجاب: عجيب
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»