الذين تشاءموا: فلخم وجذام وغسان وعاملة، وأما الذين تيامنوا: فالأزد والأشعرون وحمير وكندة ومذحج وأنمار. فقال الرجل: وما أنمار؟ قال: الذين منهم خثعم وبجيلة، وقال: حديث حسن غريب. وقال ابن إسحاق: سبأ اسمه عبد شمس بن يشخب بن يعرب بن قحطان من يقظان بن عامر وهو هود بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام، وهو أول من سبى من العرب فلقب بذلك، وفي: (أدب الخواص): هذا اشتقاق غير صحيح لأن سبأ مهموز، والسبي غير مهموز، والصواب: أن يكون من سبأت النار الجلد، أي: أحرقته، ومن سبأ الحمر إذا اشتريتها. وقال أبو العلاء: لو كان الأمر كما يقولون لوجب أن لا يهمز ولا يمتنع أن يكون أصل السبي الهمزة إلا أنهم فرقوا بين سبيت المرأة وسبأت الحمر، والأصل واحد، وفي (التيجان): وهو أول متوج وبنى السد المذكور في القرآن، وهو سد فيه سبعون نهرا، ونقل إليه الشجر مسيرة ثلاثة أشهر في ثلاثة أشهر وبلغ من العمر خمسمائة سنة.
(بسم الله الرحمان الرحيم) لم تثبت البسملة ولفظ السورة إلا لأبي ذر، وسميت هذه السورة سبأ لقوله تعالى: * (لقد كان لسبأ في مسكنهم) * (سبإ: 51).
معاجزين مسابقين. بمعجزين بفائتين. معاجزين مغالبين: معاجزي مسابقي سبقوا فاتوا لا يعجزون لا يفوتون: يسبقونا يعجزونا. وقوله بمعجز بن بفائتين ومعنى معاجزين مغالبين يريد كل واحد منهما أن يظهر عجز صاحبه.
وفي بعض النسخ يقال: معاجزين، وأشار بقوله: معاجزين إلى قوله تعالى: * (والذين سعوا في آياتنا معاجزين) * (سبإ: 5) وفسره بقوله: (مسابقين) وفي التفسير: معاجزين مسابقين يحسبون أنهم يفوتوننا، وعن ابن زيد: جاهدين، وفي هذه اللفظة قراءتان: إحداهما: معاجزين، وهي قراءة الأكثرين في موضعين من هذه السورة وفي الحج. والأخرى: قراءة ابن كثير وأبي عمرو: معجزين، بالتشديد ومعناهما واحد، وقيل: معنى معاجزين معاندين ومغالبين، ومعنى: معجزين ناسبين غيرهم إلى العجز. قوله: (بمعجزين) إشارة إلى قوله تعالى في سورة العنكبوت. * (وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء) * (العنكبوت: 22). وفسره بقوله: (بفائتين). وقد أخرج ابن أبي حاتم بإسناد صحيح عن ابن الزبير نحوه. قوله: (معاجزي: مسابقي)، لم يثبت في رواية الأصيلي وكريمة. قوله: (معاجزين مغالبين)، كذا وقع مكررا في رواية أبي ذر وحده ولم يوجد في رواية الباقين. قوله: (سبقوا: فأتوا لا يعجزون لا يفوتون) إشارة إلى قوله تعالى في سورة الأنفال: * (ولا تحسبن الذين كفروا سبقوا) * (الأنفال: 95) وفسره بقوله: (فأتوا إنهم لا يعجزون)، أي: لا يفوتون. قوله: (يسبقونا) إشارة إلى قوله تعالى: * (أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا) * (العنكبوت: 4) وفسره بقوله: (يعجزونا)، أي: أن يعجزونا. قوله: (وقوله بمعجزين مكرر)، وفسره بقوله: (بفائتين)، قوله: (ومعنى: معاجزين)... إلى آخره. أشار به إلى أن معاجزين من باب المفاعلة وهو يستدعي المشاركة بين اثنين.
معشار: عشر أشار به إلى قوله: * (وما بلغوا معشار ما آتيناهم) * (سبإ: 54) وفسر بقوله: (عشر) أي: ما بلغوا عشر ما أعطيناهم، وقال الفراء: المعنى: وما بلغ أهل مكة معشار الذين أهلكناهم من قبلهم من القوة والجسم والولد والعدد.
الأكل: الثمر أشار به إلى قوله تعالى: * (ذواتي أكل خمط أثل) * (سبإ: 61) وفسر (الأكل بالثمر)، أراد أن الأكل الجني بفتح الجيم بمعنى الثمرة، وفي التفسير: الأكل الثمر والخمط الأراك، قاله أكثر المفسرين، وقيل: هو كل شجر ذات شوك. وقيل: شجرة العضاه، والأثل الطرفاء، قاله ابن عباس.
باعد وبعد واحد أشار به إلى قوله تعالى: * (فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا) * (سبإ: 91)، وقال: إن معنى باعد وبعد واحد، وباعد قراءة الأكثرين، وبعد بالتشديد قراءة أبي عمرو وابن كثير.
وقال مجاهد لا يعزب لا يغيب