عمدة القاري - العيني - ج ١٩ - الصفحة ١٣٥
وقال الكلبي: مرجع، وقيل: خالص.
لازب لازم أشار به إلى قوله تعالى: * (أنا خلقناهم من طين لازب) * (الصافات: 11) وفسره بقوله: (لازم) في التفسير: طين لازب أي: جيد حر يلصق ويعلق باليد، واللازب بالموحدة واللازم بالميم بمعنى واحد، والباء بدل من الميم كأنه يلزم اليد، وعن السدي: خالص، وعن مجاهد والضحاك: منين.
تأتوننا عن اليمين يعني الجن الكفار تقوله للشيطان أشار به إلى قوله تعالى: * (قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين) * (الصافات: 82) وفسره بقوله: (الجن) بالجيم. والنون المشددة هكذا في رواية الكشميهني، وقال عياض: هذا قول الأكثرين، ويروى: يعني الحق، بالحاء المهملة والقاف المشددة فعلى هذا يكون لفظ الحق تفسير لليمين أي: كنتم تأتوننا من جهة الحق فتلبسونه علينا. وقوله: (الكفار) مبتدأ أو تقول خبره أي: تقول الكفار هذا القول للشياطين، وأما رواية الجن بالجيم والنون: فالمعنى: الجن الكفار تقوله للشياطين، وهكذا أخرجه عبد بن حميد عن مجاهد فيكون لفظ: الكفار على هذا صفة للجن فافهم، فإنه موضع فيه دقة.
غول: وجع بطن أشار به إلى قوله تعالى: * (لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون) * (الصافات: 74) وفسر قوله: غول بقوله: (وجع بطن) وهذا قول قتادة، وعن الكلبي: لا فيها إثم نظيره: (لا لغو فيها ولا تأثيم) (الطور: 32) وعن الحسن: صداع، وقيل: لا تذهب عقولهم. وقيل: لا فيها ما يكره، وهذا أيضا لم يثبت لأبي ذر.
ينزفون: لا تذهب عقولهم أشار به إلى قوله تعالى: * (ولا هم عنها ينزفون) * وفسره بقوله: لا تذهب عقولهم، هذا على قراءة كسر الزاي، ومن قرأها بفتحها فمعناه لا ينفذ شرابهم، وفي التفسير: لا يغلبهم على عقولهم ولا يسكرون بها، يقال: نزف الرجل فهو منزوف ونزيف إذا سكر وزال عقله، وأنزف الرجل إذا فنيت خمره.
قرين: شيطان أشار به إلى قوله تعالى: * (قال قائل منهم إني كان لي قرين) * (الصافات: 15) وفسره بقوله: (شيطان) يعني: كان لي قرين في الدنيا، فهذا وما قبله لم يثبت لأبي ذر.
يهرعون: كهيئة الهرولة أشار به إلى قوله تعالى: * (فهم على آثارهم يهرعون) * (الصافات: 7) وفسره بقوله: (كهيئة الهرولة) أراد أنهم يسرعون كالمهرولين، والهرولة الإسراع في المشي.
يزفون: النسلان في المشي أشار به إلى قوله تعالى: * (فأقبلوا إليه يزفون) * (الصافات: 49) وفسر الزف الذي يدل عليه يزفون، بقوله: (النسلان في المشي) والنسلان بفتحتين: الإسراع مع تقارب الخطا، وهو دون السعي، وقيل: هو من زفيف النعام وهو حال بين المشي والطيران. وقال الضحاك: يزفون معناه يسعون، وقرأ حمزة بضم أوله وهما لغتان.
وبين الجنة نسبا. قال كفار قريش: الملائكة بنات الله وأمهاتهم بنات سروات الجن، وقال الله تعالى * (ولقد علمت الجنة أنهم لمحضرون) * (الصافات: 851) ستحضر للحساب.
أشار به إلى قوله تعالى: * (وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا) * الآية، وهذا كله لم يثبت لأبي ذر، أي: جعل مشركو مكة بينه، أي: بين الله، وبين الجنة أي: الملائكة وسموهم جنة لاجتنابهم عن الأبصار، وقالوا الملائكة: بنات الله. قوله: وأمهاتهم أي: أمهات الملائكة بنات سروات الجن أي: بنات خواصهم، والسروات جمع سراة والسراة جمع سري وهو جمع عزيز أن يجمع فعيل على فعلة، ولا يعرف غيره. قوله: (ولقد علمت الجنة أنهم) أي: أن قائلي هذا القول لمحضرون في النار ويعذبهم ولو كانوا مناسبين له أو شركاء في وجوب الطاعة لما عذبهم.
وقال ابن عباس: لنحن الصافون: الملائكة أي: قال ابن عباس في قوله تعالى: * (وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون) * (الصافات: 561، 661) الصافون هم الملائكة. هذا أخرجه
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»