عمدة القاري - العيني - ج ١٩ - الصفحة ١٣٣
القمر، بقوله: لا يستر ضوء أحدهما ضوء الآخر. قوله: ولا ينبغي لهما ذلك أي: ستر أحدهما الآخر لأن لكل منهما حدا لا يعدوه ولا يقصر دونه فإذا اجتمعا وأدرك كل واحد منهما صاحبه. قامت القيامة وذلك قوله تعالى: * (وجمع الشمس والقمر) * قوله: سابق النهار أي: ولا الليل سابق النهار. قوله: يتطالبان أي: الشمس والقمر كل منهما يطلب صاحبه حثيثين، أي: حال كونهما حثيثين. أي: مجدين في الطلب فلا يجتمعان إلا في الوقت الذي حده الله لهما وهو يوم قيام الساعة.
نسلخ نخرج أحدهما من الآخر ويجري كل واحد منهما أشار به إلى قوله تعالى: * (وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون) * وفسر قوله: (نسلخ) بقوله: (يخرج أحدهما من الآخر) وفي التفسير: تنزع وتخرج منه النهار، وهذا وما قبله من قوله: (أن تدرك القمر) لم يثبت في رواية أبي ذر.
من مثله من الأنعام أشار به إلى قوله: * (وخلقنا لهم من مثله ما يركبون) * (ي 1764; س: 24) أي: من مثل الفلك من الأنعام ما يركبون، وعن ابن عباس: الإبل سفن البر، وعن أبي مالك وهي السفن الصغار.
فكهون: معجبون أشار به إلى قوله تعالى: * (أن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون) * (ي 1764; س: 55) وفسره: بقوله: (معجبون) هذا في رواية أبي ذر، وفي رواية غيره: فاكهون، وهي القراءة المشهورة، وقال الكسائي: الفاكه ذو الفاكه ذو الفاكهة مثل تأمر ولابن، وعن السدي: ناعمون، وعن ابن عباس: فرحون.
جند محضرون عند الحساب أشار به إلى قوله تعالى: * (لا يسطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون) * (ي 1764; س: 57) يعني: الكفار والجند الشيعة والأعوان محضرون كلهم عند الحساب فلا يدفع بعضهم عن بعض، ولم يثبت هذا في رواية أبي ذر.
ويذكر عن عكرمة: المسجون: الموقر أي: ويذكر عن عكرمة مولى ابن عباس في قوله تعالى: * (في الفلك المشحون) * (ي 1764; س: 14) أن معناه: الموقر، وفي التفسير: المشحون الموقر المملوء أيضا. وهي سفينة نوح عليه السلام، حمل الآباء في السفينة والأبناء في الأصلاب، وهذا لم يثبت في رواية أبي ذر.
وقال ابن عباس: طائركم مصائبكم أشار به إلى قوله تعالى: * (قالوا طائركم معكم) * (ي 1764; س: 91) وفسره بقوله: (مصائبكم) وعن قتادة: أعمالكم، وقال الحسن والأعرج: طيركم.
ينسلون: يخرجون أشار به إلى قوله تعالى: * (ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون) * (ي 1764; س: 15) وفسره بقوله: (يخرجون) ومنه قيل للولد: تسيل لأنه يخرج من بطن أمه.
مرقدنا مخرجنا أشار به إلى قوله تعالى: * (قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا) * (ي 1764; س: 25) الآية. وفسر المرقد بالمخرج، وفي التفسير: أي: من منامنا، وعن ابن عباس وأبي بن كعب وقتادة: إنما يقولون هذا لأن الله تعالى رفع عنهم العذاب فيما بين النفختين فيرقدون، وقيل: أن الكفار لما عاينوا جهنم وأنواع عذابها صار ما عذبوا به في القبور في جنبها كالنوم فقالوا: يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا.
أحصيناه: حفظناه أشار به إلى قوله تعالى: * (وكل شيء أحصيناه في إمام مبين) * (ي 1764; س: 21) وفسر (أحصيناه) بقوله: (حفظناه) وفي التفسير: أي: علمناه وعددناه وثبتناه في إمام مبين أي: في اللوح المحفوظ.
مكانتهم ومكانهم واحد أشار به إلى قوله تعالى: * (ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم) * (ي 1764; س: 76) وقال: إن المكانة والمكان بمعنى واحد، وروى الطبري من طريق
(١٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 ... » »»