عمدة القاري - العيني - ج ١٩ - الصفحة ١٣٠
وفي التفسير: دروعا كوامل واسعات وأن داود، عليه الصلاة والسلام، أول من عملها.
وقال مجاهد: يجازي: يعاقب أي: قال مجاهد في قوله تعالى: * (وهل نجازي إلا الكفور) * (سبأ: 71) وفسر: (يجازي) بقوله: (يعاقب) وكذا رواه ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح عنه.
أعظكم بواحدة بطاعة الله مثنى وفرادى واحدا واثنين أشار به إلى قوله تعالى: * (قل إنما أعظكم بواحدة إن تقوموا لله مثنى وفرادى) * (سبأ: 64) الآية. وفي التفسير: أعظكم أي: آمركم وأوصيكم، بواحدة أي: بخصلة واحدة وهي أن تقوموا لله، وأن في محل الخفض على البيان من واحدة، والترجمة عنها مثنى اثنين اثنين متناظرين، وفرادى واحدا واحدا متفكرين، والتفكر طلب المعنى بالقلب، وقيل: معنى وفرادى أي: جماعة ووحدانا، وقيل: مناظرا مع غيره ومتفكرا في نفسه. قوله: (واحدا أو اثنين) قال الكرماني: فإن قلت: معنى مثنى وفرادى مكرر، فلم ذكره مرة واحدة؟ قلت: المراد التكرار ولشهرته اكتفى بواحد منه.
التناوش الرد من الآخرة إلى الدنيا أشار به إلى قوله تعالى: * (وقالوا آمنا به وأتى لهم التناوش من مكان بعيد) * (سبأ: 25) وفسره بقوله: (الرد من الآخرة إلى الدنيا) وعن ابن عباس: يتمنون الرد وليس بحين رد.
وبين ما يشتهون من مال أو ولد أو زهرة أشار به إلى قوله تعالى: * (وحيل بينهم وبين ما يشتهون) * (سبأ: 45) وهكذا روي عن مجاهد، وقال الحسن: وحيل بينهم وبين الإيمان لما رأوا العذاب، وفي التفسير: وبين ما يشتهون الإيمان والتوبة في وقت اليأس قوله: (أو زهرة) أي: زينة الحياة الدنيا ونضارتها وحسنها.
بأشياعهم: بأمثالهم أشار به إلى قوله تعالى: * (كما فعل بأشياعهم) * (سبأ: 45) وفسره: بأمثالهم، وأشياعهم أهل دينهم وموافقيهم من الأمم الماضية حين لم يقبل منهم الإيمان والتوبة في وقت اليأس.
وقال ابن عباس: كالجواب: كالجوبة من الأرض أي: قال ابن عباس في قوله: * (وجفان كالجواب) * (سبأ: 31) وفسرها بقوله: (كالجوبة من الأرض) وأسند هذا التعليق ابن أبي حاتم عن أبيه عن أبي صالح عن معاوية عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، وقال مجاهد: الجواب حياض الإبل، وأصله في اللغة من الجابية وهي الحوض الذي يجيء فيه الشيء أي يجمع، ويقال: إنه كان يجتمع على كل جفنة واحدة ألف رجل، والجفان جمع جفنة وهي القصعة، والجواب جمع جابية كما مر.
الخمط الأراك والأثل: الطرفاء أشار به إلى قوله تعالى: * (ذواتي أكل وخمط واثل وشى من سدر قليل) * (سبأ: 61) وفسر الخمط بالأراك وهو الشجر الذي يستعمل منه المساويك، وهو قول مجاهد والضحاك، وقال أبو عبيدة: الخمط كل شجرة فيها مرارة ذات شوك، وقال ابن فارس: كل شجر لا شوك له.
العرم: الشديد أشار به إلى قوله تعالى: * (سيل العرم) * (سبأ: 61) وفسره بالشديد، وقد مر فيما مضى.
1 ((باب: * (حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير) * (سبأ: 32)) أي: هذا باب في قوله عز وجل: (حتى إذا فزع) الآية، وأولها: * (ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له) * أي: لا تنفع شفاعة ملك ولا نبي حتى يؤذن له في الشفاعة، وفيه رد على الكفار في قولهم: أن الآلهة شفعاء قوله: (حتى إذا فزع) أي: كشف الفزع وأخرج من قلوبهم، واختلف فيمن هم، فقيل: الملائكة تفزع قلوبهم من غشية تصيبهم عند سماعهم كلام الله تعالى فيقول بعضهم لبعض: ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق وهو العلي الكبير، وقيل: المشركون فالمعنى إذا كشف الفزع عن قلوبهم عند الموت قالت لهم الملائكة: ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق. فأقروا به حين لا ينفعهم الإقرار، وبه قال الحسن.
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»