فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور..
مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: أم جوزي بصعقة الطور، والحديث قد مضى في: باب الأشخاص فإنه أخرجه هناك عن موسى بن إسماعيل عن وهيب عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، ومضى الكلام فيه هناك.
قوله: (لا تخيروني)، أي: لا تفضلوني بحيث يلزم نقص أو غضاضة على غيره أو يؤدي إلى الخصومة، أو قاله تواضعا، وقيل: قال ذلك قبل أن يعلم تفضيله على الكل، وقد روى الحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا: أن الذي لطم اليهودي في هذه القصة هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وما ذكره البخاري هو الأصح. قوله: (فإن الناس يصعقون يوم القيامة) الظاهر أن هذا الصعق يكون يوم القيامة حين يأتي الرب عز وجل لفصل القضاء ويتجلى فيصعقون حينئذ أي: يغشى عليهم، وليس المراد من الصعق الموت. قوله: (أم جوزي) كذا في رواية أبي ذر عن الحموي والمستملي، وفي رواية الأكثرين: جزى، والأول هو المشهور في غير هذا الموضع.
المن والسلوى أي: هذا في ذكر المن والسلوى وليس في الحديث ذكر السلوى، وإنما ذكره رعاية للفظ القرآن، وفي بعض النسخ: * (وأنزلنا عليهم المن والسلوى) * (البقرة: 57) قال الله تعالى: * (وظللنا عليهم الغمام وأنزلنا عليهم المن والسلوى) * (الأعراف: 160) وقد مر تفسير ذلك في سورة البقرة.
3 ((باب: * (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له له ملك السماوات والأرض لا إلاه إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون) * (الأعراف: 158)) أي: هذا باب في قول الله عز وجل: * (قل يا أيها الناس) * قوله: (الآية)، أي الآية بتمامها، وهو قوله: * (لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون) * وفي بعض النسخ جميع هذه مذكور. قوله: (قل يا أيها الناس)، يقول الله لنبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد: يا أيها الناس وهذا خطاب للأحمر والأسود والعربي والعجمي: (إني رسول الله إليكم جميعا) أي: جميعكم. قوله: (الذي له ملك السماوات والأرض)، صفة الله في قوله: (إني رسول الله) أي الذي أرسلني هو خالق كل شيء وربه ومليكه الذي بيده الملك والإحياء والإماتة. قوله: (فآمنوا بالله) لما أخبرهم بأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمرهم بالإيمان به وباتباع رسوله النبي الأمي الذي