وسلم إذ كان الإسلام قليلا فكان الرجل يفتن في دينه إما يقتلوه وإما يوثقوه حتى كثر الإسلام فلم تكن فتنة فلما رأى أنه لا يوافقه فيما يريد قال فا قولك في علي وعثمان قال ابن عمر ما قولي في علي وعثمان أما عثمان فكان الله قد عفا عنه فكرهتم أن يعفو عنه وأما علي فابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه وأشار بيده وهاذه ابنته أو بيته حيث ترون.
مطابقته للترجمة في قوله: (فإن الله يقول: * (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة) *) (الأنفال: 39) والحسن بن عبد العزيز الجروي، بفتح الجيم وسكون الراء وبالواو، وقد مر في الجنائز، وعبد الله بن يحيى المعافري، بفتح الميم والعين المهملة وكسر الفاء وبالراء البرالسي يكنى أبا يحيى صدوق أدركه البخاري ولكن روى عنه هنا بالواسطة وفي تفسير سورة الفتح فقط، وحيوة بن شريح، بضم الشين المعجمة وفتح الراء وفي آخره حاء مهملة، وقد أمعن الكرماني في ضبطه، فقال: شريح مصغر الشرح بالمعجمة والراء وبالمهملة، وبكر بفتح الباء الموحدة ابن عمرو المعافري من أهل مصر، وبكير بضم الباء الموحدة مصغر بكر ابن عبد الله الأشج، والحديث مر بوجه آخر في تفسير سورة البقرة في: باب: * (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة) * ومضى الكلام فيه هنالك.
قوله: (أن رجلا)، هو حبان صاحب الدثنية. قاله سعيد بن منصور، وقال أبو بكر النجار، هو الهيثم بن حنش وعن أحمد بن يونس، هو شخص يقال له حكيم، وقيل: نافع بن الأزرق. قوله: (أن لا تقاتل)، كلمة لا زائدة كما في قوله: * (ما منعك أن لا تسجد) * (الأعراف: 12) وكان لم يقاتل أصلا في الحروب التي جرت بين المسلمين لا في صفين ولا في وقعة الجمل ولا في محاصرة ابن الزبير وغيرها. قوله: (اغتر)، من الاغترار بالمعجمة والراء المكررة أي: تأويل هذه الآية أحب إلي من تأويل الآية الأخرى التي فيها تغليظ شديد وتهديد عظيم، والحاصل أن السائل كان يرى قتال من خالف الإمام الذي يعتقد طاعته، وكان ابن عمر يرى ترك القتال فيما يتعلق بالملك، والظاهر أن السائل كان هذا من الخوارج فإنهم كانوا يتولون الشيخين ويخطؤن عثمان وعليا فرد عليه ابن عمر بذكر مناقبهما ومنزلتهما من النبي صلى الله عليه وسلم، والاعتذار عما عابوا به عثمان من الفرار يوم أحد وغاب عن بدر وعن بيعة الرضوان. قوله: (إذ كان)، أي: حين كان. قوله: (يفتن في دينه)، على صيغة المجهول. قوله: (يقتلوه)، حذف النون منه بلا جازم ولا ناصب، وهي لغة وكذلك يوثقوه، وقال صاحب (التوضيح) إما يقتلونه وإما يوثقونه، هذا هو الصواب، ورواية يقتلوه ويوثقوه، غير صواب لأن: إما هنا عاطفة مكررة وإنما تجزم إذا كانت شرطا. قلت: لا تسلم أنه غير صواب بل هو صواب كما ذكرناه لأنه لغة لبعض العرب وهي فصيحة، وكون: إما تتضمن معنى الشرط ليس بمجمع عليه. قوله: (وهذه ابنته أو بيته)، بالشك في رواية الأكثرين، وكذا قال الكشميهني بالشك ولكن قال: أو أبيته، بصيغة جمع القلة في البيت وهو شاذ وهذه أنث باعتبار البقعة. قوله: (ترون)، أي: بين حجر النبي صلى الله عليه وسلم وبين قربه صلى الله عليه وسلم مكانا ومكانة.
4651 ح دثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا بيان أن وبرة حدثه قال حدثني سعيد بن جبير قال خرج علينا أو إلينا ابن عمر فقال رجل كيف ترى في قتال الفتنة فقال وهل تدري ما الفتنة كان محمد صلى الله عليه وسلم يقاتل المشركين وكان الدخول عليهم فتنة وليس كقتالكم على الملك.
هذا طريق آخر في الحديث المذكور وهو مختصر منه، ويحتمل أن يكونا واقعتين وأحمد بن يونس هو أحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي الكوفي وقد نسب إلى جده، وزهير هو ابن معاوية، وبيان، بفتح الباء الموحدة وتخفيف الياء آخر الحروف وبالنون ابن بشر بكسر الباء الموحدة وسكون الشين ووبرة، بفتح الواو