أشار به إلى قوله تعالى: * (فإذا هي تلقف ما يأفكون) * وفسر لفظ تلقف، بلفظ تلقم أي: تأكل ما يأفكون أي: ما يلقونه ويوهمون أنه حق وهو باطل.
طائرهم حظهم أشار به إلى قوله تعالى: * (إلا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون) * (الأعراف: 117) وفسر طائر هم بقوله حظهم، وكذا قال: أبو عبيدة: طائرهم حظهم ونصيبهم.
طوفان من السيل ويقال للموت الكثير الطوفان أشار به إلى قوله تعالى: * (فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل) * وفسر الطوفان بأنه من السيل، واختلفوا في معناه فعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في رواية الطوفان كثرة الأمطار المغرقة المتلفة للزروع والثمار. وبه قال الضحاك: وعن ابن عباس في رواية كثرة الموت، وهو معنى قوله: ويقال للموت الكثير الطوفان، وبه قال عطاء، وقال مجاهد: الطوفان الماء والطاعون على كل حال، وعن ابن عباس في رواية أخرى هو أمر من الله طاف بهم ثم قرأ: * (فطاف عليهم طائف من ربك وهم نائمون) * (القلم: 19). وقال الأخفش الطوفان واحده طوفانة وقيل: هو مصدر كالرجحان والنقصان. قلت: هو اسم للمصدر، فاقهم.
القمل الحمنان يشبه صغار الحلم أشار به إلى تفسير القمل المذكور في الآية التي مضت الآن، وفسره بقوله الحمنان، بضم الحاء وسكون الميم. قوله: (يشبه صغار الحلم)، بفتح الحاء المهملة واللام. وقال أبو عبيدة: القمل عند العرب ضرب من القردان واحدها حمنانة وعن ابن عباس، رضي الله تعالى عنهما، القمل السوس الذي يخرج من الحنطة، وعنه أنه الدباء وهو الجراد الصغار الذي لا أجنحة له، وبه قال مجاهد وقتادة، وعن الحسن وسعيد بن جبير: القمل دواب سود صغار، وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: القمل البراغيث، وقال ابن جرير: القمل جمع قلمة وهي دابة تشبه القمل تأكل الإبل، والحلم جمع حلمة والحلمة تتقفي من ظهرها فيخرج منها القمقامة وهي أصغر مما رأيته مما يمشي ويتعلق بالإبل فإذا امتلأ سقط على الأرض وقد عظم ثم يضمر حتى يذهب دمه فيكون قرادا فيتعلق بالإبل ثانية فيكون حمنة، قال أبو العالية: أرسل الله تعالى الحمنان على دوابهم فأكلنها حتى لم يقدروا على المسير، وقرأ الحسن: القمل، بفتح القاف وسكون الميم، وفي (المحكم): القمل صغار الذر والدباء، وفي (الجامع): هو شيء أصغر من الظفر له جناح أحمر وأكدر، قال أبو يوسف: هو شيء يقع في الزرع ليس بجراد فيأكل السنبلة وهي غضة قبل أن تخرج فيطول الزرع ولا سنبل فيه، وقال أبو حنيفة هو شيء يشبه الحلم وهو لا يأكل أكل الجراد ولكن يمص الحب إذا وقع فيه الدقيق وهو رطب وتذهب قوته وخيره وهو خبيث الرائحة.
* رقم 2 * كتاب ج 81 من ص 235 عروش وعريش بناء قال صاحب (التلويح): قول البخاري: عروش وعريش، بناء وجدناه مرويا عن ابن عباس، قال الطبري: حدثنا المثنى حدثنا عبد الله بن صالح حدثني معاوية عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: * (وما كانوا يعرشون) * (الأعراف: 137) أي: يبنون، وقال مجاهد: يبنون البيوت والمساكن. وقال بعضهم: قال أبو عبيدة في قوله تعالى: * (وما كانوا يعرشون) * أي: يبنون. انتهى. قلت: أما قول صاحب (التلويح): قول البخاري إلى آخره، فلا وجه له أصلا لأن قول ابن عباس في تفسير قوله: * (وما كانوا يعرشون) * يبنون، فكيف يطابق تفسير عروش وعريش؟ وكذا قول بعضهم مثله، وأما تفسير البخاري: العروش والعريش بالبناء فليس كذلك لأن العروش جمع عرش والعرش سرير الملك وسقف البيت والعرش مصدر، قال الجوهري: عرش يعرش عرشا أي: بنى بناء من خشب، والعريش ما يستظل به، قاله الجوهري. وقال أيضا: العرش الكرم والعريش شبه الهودج العريش وخيمة من خشب وتمام الجمع عرش مثل قليب وقلب، ومنه قيل لبيوت مكة: العرش لأنها عيدان تنصب وتظلل عليها، وهذا الذي ذكره