4 ((باب قوله وقولو حطة)) أي: هذا باب في قوله تعالى: * (وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا) * (الأعراف: 161) وليس لفظ: باب، مذكورا في بعض النسخ.
4641 ح دثنا إسحاق أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل لبني إسرائيل ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة ت غفر لكم خطاياكم فبدلوا فدخلوا يزحفون على أستاههم وقالوا حبة في شعرة. (انظر الحديث 3402 وطرفه).
مطابقته للترجمة ظاهرة. وإسحاق هو ابن إبراهيم الحنظلي بن راهويه، ومعمر، بفتح الميمين: ابن راشد، وهمام بتشديد الميم الأولى ابن منبه على وزن اسم الفاعل من التنبيه. والحديث مضى في أوائل تفسير سورة البقرة فإنه أخرجه هناك عن محمد عن عبد الرحمن بن مهدي عن ابن المبارك عن معمر إلى آخره، ومضى الكلام فيه هناك.
قوله: (فبدلوا)، أي، غيروا. قوله: (في شعرة)، بفتحتين في رواية الأكثرين، وفي رواية الكشميهني: في شعيرة، بكسر العين وسكون الياء آخر الحروف.
5 ((باب: * (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) * (الأعراف: 199)) أي: هذا باب في قوله تعالى: * (خذ العفو) * وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بثلاثة أشياء: الأخذ بالعفو والأمر بالعرف والإعراض عن الجاهلين، وروي الطبري عن مجاهد: خذ العفو من أخلاق الناس وأعمالهم من غير تجسيس عليهم، وقال ابن الزبير: ما أنزل الله تعالى هذه الآية إلا في أخلاق الناس، وعن ابن عباس والضحاك والسدي: خذ العفو من أموال المسلمين وهو الفضل، وقال ابن جرير: أمر بذلك قبل نزول الزكاة، وقال ابن الجوزي: صدقة كانت تؤخذ قبل الزكاة ثم نسخت بها، وقيل: هذا أمر من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم بالعفو عن المشركين وترك الغلظة عليهم، وذلك قبل فرض القتال. وتفسير العرف يأتي الآن. قوله: (وأغرض عن الجاهلين) أي: عن أبي جهل وأصحابه، وقال ابن زيد: نسختها آية السيف، وقيل: ليست بمنسوخة إنما أمر باحتمال من ظلم.
العرف المعروف أراد أن العرف، المأمور به في الآية الكريمة هو المعروف، ووصله عبد الرزاق من طريق همام بن عروة عن أبيه، وكذا أخرجه الطبري من طريق السدي وقتادة، وفي المعروف صلة الرحم وإعطاء من حرم والعفو عمن ظلم، وقال ابن الجوزي: العرف والمعروف ما عرف من طاعة الله عز وجل، و قال الثعلبي: العرف والمعروف والعارفة كل خصلة حميدة، وقال عطاء: الأمر بالعرف بلا إله إلا الله.
164 - (حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن ابن عباس رضي الله عنهما قال قدم عيينة بن حصن بن حذيفة فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس وكان من النفر الذين يدنيهم عمر وكان القراء أصحاب مجالس عمر ومشاورته كهولا كانوا أو شبانا فقال عيينة لابن أخيه يا ابن أخي لك وجه عند هذا الأمير فاستأذن لي عليه قال سأستأذن لك عليه قال ابن عباس فاستأذن الحر لعيينة فأذن له عمر فلما دخل عليه قال هي يا ابن الخطاب فوالله ما تعطينا الجزل ولا تحكم بيننا بالعدل فغضب