فدعاهم إلى الله تعالى فأجابوه، فجاء في العام المقبل إثنا عشر رجلا إلى الموسم من الأنصار، أحدهم: عبادة بن الصامت، رضي الله تعالى عنه، فاجتمعوا برسول الله ، صلى الله عليه وسلم في العقبة وبايعوه، وهي بيعة العقبة الأولى، فجاء في العام الآخر سبعون إلى الحج، فواعدهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فلما اجتمعوا أخرجوا من كل فرقة نقيبا فبايعوه ثمة ليلا، وهي البيعة الثانية.
3889 حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب وحدثنا أحمد بن صالح حدثنا عنبسة حدثنا يونس عن ابن شهاب قال أخبرني عبد الرحمان بن عبد الله بن كعب بن مالك أن عبد الله بن كعب وكان قائد كعب حين عمي قال سمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك بطوله قال ابن بكير في حديثه ولقد شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة حين تواثقنا على الإسلام وما أحب أن لي بها مشهد بدر وإن كانت بدر أذكر في الناس منها..
مطابقته للترجمة في قوله: (ولقد شهدت...) إلى آخره. وأخرج هذا الحديث من طريقين: الأول: عن يحيى بن بكير وهو يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي المصري عن الليث بن سعد المصري عن عقيل بن خالد الأيلي عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري عن عبد الرحمن، على ما يجيء الآن. والثاني: عن أحمد بن صالح أبي جعفر المصري عن عنبسة، بفتح العين المهملة وسكون النون وفتح الباء الموحدة وبالسين المهملة: ابن خالد بن يزيد الأيلي، يروي عن عمه يونس بن يزيد عن ابن شهاب... إلى آخره، ومضى الحديث في الوصايا وفي صفة النبي صلى الله عليه وسلم وسيأتي في المغازي في موضعين وفي التفسير كذلك وفي الاستئذان وفي الأحكام مطولا ومختصرا ومضى فيه بعض الكلام.
قوله: (قال ابن بكير في حديثه) يريد أن اللفظ الذي سبق لعقيل لا ليونس. قوله: (ولقد شهدت) أي: قال كعب: حضرت العقبة الثانية. قوله: (حين تواثقنا) باالثاء المثلثة والقاف أي: حين وقع بيننا الميثاق على ما تبايعنا عليه. قوله: (إن لي بها) أي: بدلها وفي مقابلتها وما أحبه لأن هذه البيعة كانت في أول الإسلام ومنها فشا الإسلام وتأكدت أسبابه وأساسه. قوله: (وإن كانت بدر أذكر) كلمة: أن، واصلة بما قبلها. قوله: (بدر) أي: غزوة بدر، وقوله: (أذكر)، أفعل التفضيل بمعنى المذكور يعني: أكثر شهرة وذكرا بين الناس.
3890 حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال كان عمر و يقول سمعت جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما يقول شهد بي خالاي العقبة. (الحديث 3890 طرفه في: 3891).
مطابقته للترجمة في قوله: (شهد بي خالاي العقبة). وعلي بن عبد الله المعروف بابن المديني، وسفيان بن عيينة، وعمر هو ابن دينار. والحديث من أفراده. قوله: (خالاي) تثنية خال مضاف إلى ياء المتكلم الخفيفة، ويروى بالياء الثقيلة، قاله الكرماني، ثم قال: أي مع خالي، قلت: لم أدر وجه ذلك على ما لا يخفى، ويروى بالأفراد كما يجيء الآن. قوله: (العقبة) لم يفسرها، أي: عقبة هي الأولى أم الثانية؟ وقال بعضهم: هي العقبة الثانية، وقال أبو عمر بن عبد البر: هي العقبة الأولى، كما يجيء عن قريب في ترجمة البراء، والقول ما قالت حذام.
قال أبو عبد الله قال ابن عيينة أحدهما البراء بن معرور أبو عبد الله هو البخاري أي: قال البخاري نفسه. قال سفيان بن عيينة راوي الحديث: أحد الخالين البراء، بتخفيف الراء وبالمد: ابن معرور، بفتح الميم وسكون العين المهملة وضم الراء الأولى، قال أبو عمر: المعرور هو ابن صخر بن خنساء بن سنان ابن عبيد بن عدي بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي الخزرجي أبو بشر، وأمه الرباب بنت النعمان، وهو أحد النقباء ليلة العقبة الأولى، وكان سيد الأنصار وكبيرهم، وهو أول من استقبل الكعبة للصلاة إليها، وأول من أوصى بثلث ماله، مات في حياة