عمدة القاري - العيني - ج ١٧ - الصفحة ٢٧٢
فهزمناهم ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم فلما غشيناه قال لا إل 1764; ه إلا الله فكف الأنصاري فطعنته برمحي حتى قتلته فلما قدمنا بلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أسامة أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله قلت كان متعوذا فما زال يكررها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذالك اليوم.
مطابقته للترجمة في قوله: (بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم) ولكن ليس في هذا ولا في الترجمة ما يدل على أن أسامة كان أمير القوم، وهذه الغزوة مشهورة عند أصحاب المغازي بغزوة غالب الليثي الكلبي، قالوا وفيه نزلت: * (ولا تقولوالمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا) * (النساء: 94) وذكر ابن سعد أنه كان في رمضان سنة سبع وأن الأمير كان غالب بن عبد الله الليثي، أرسله صلى الله عليه وسلم، إلى بني عوال وبني عبد بن ثعلبة وهم بالميفعة وراء بطن نخل بناحية نجد، وبينها وبين المدينة ثمانية برد. في مائة وثلاثين رجلا وقال صاحب (التلويح) فينظر في هذا، هل المرجع إلى ما قاله البخاري أو إلى ما ذكره أهل التاريخ؟
وعمرو بن محمد بن بكير بن سابور الناقد البغدادي وهو شيخ مسلم أيضا، وهشيم مصغر هشم ابن بشير الواسطي، وحصين مصغر حصن. ابن عبد الرحمن الكوفي، وأبو ظبيان، بفتح الظاء المعجمة وكسرها وسكون الباء الموحدة وبالياء آخر الحروف. قال النووي: أهل اللغة يفتحون الظاء ويلحنون من يكسرها، وأهل الحديث يكسرونها، وكذا قيده ابن ماكولا وغيره، واسمه حصين بن جندب بن عمرو، كوفي توفي سنة تسعين.
والحديث أخره البخاري أيضا في الديات عن عمرو بن زرارة النيسابوري عن هشيم. وأخرجه مسلم في الأيمان: حدثنا يعقوب الدورقي، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا حصين قال: حدثنا أبو ظبيان قال: سمعت أسامة بن زيد بن حارثة يحدث، قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى الحرقة من جهينة فصبحنا القوم إلى آخره ونحوه وأخرجه أبو داود في الجهاد عن الحسن بن علي وعثمان بن أبي شيبة وأخرجه النسائي في السير عن محمد بن آدم وعن عمرو بن علي.
قوله: (رجلا) هو ومرداس، بكسر الميم وسكون الراء وبالمهملتين: ابن نهيك، بفتح النون وكسر الهاء وبالكاف: الفزاري، كان يرعى غنما له. قوله: (أقتلته؟) الهمزة فيه للاستفهام على سبيل الإنكار. قوله: (متعوذا) أي: من القتل قال الخطابي: ويشبه أن أسامة أول قوله تعالى: * (فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا) * (غافر: 85)، فلذلك عزره النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يلزمه دية ونحوها. قوله: (فما زال) أي: النبي صلى الله عليه وسلم، يكررها أي: كلمة (أقتلته) بعد أن قال لا إل 1764; ه إلا الله؟. قوله: (حتى تمنيت) إلى آخره، وهو للمبالغة لا على الحقيقة، ويقال: معناه أنه كان يتمنى إسلاما لا ذنب في.
280 - (حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حاتم عن يزيد بن أبي عبيد قال سمعت سلمة بن الأكوع يقول غزوت مع النبي سبع غزوات وخرجت فيما يبعث من البعوث تسع غزوات مرة علينا أبو بكر ومرة علينا أسامة) مطابقته للترجمة في قوله ومرة علينا أسامة وحاتم بالحاء المهملة ابن إسماعيل قد مر عن قريب وكذلك يزيد بن أبي عبيد مولى سلمة بن الأكوع وأخرجه مسلم أيضا عن قتيبة في المغازي قوله سبع غزوات وهي غزوته مع النبي في عمرة الحديبية وخيبر والحديبية ويوم حنين ويوم القرد وغزوة الفتح وغزوة الطائف وغزوة تبوك وهي آخر الغزوات النبوية قوله وخرجت فيما يبعث من البعوث وهو جمع بعث وهو الجيش سمي به لأنه يبعث ثم يجمع وأصله من البعث الذي بمعنى الإرسال قوله تسع غزوات منها سرية أبي بكر الصديق إلى بني فزارة ذكره مسلم وسريته أيضا إلى بني كلاب ذكره ابن سعد وبعثه إلى الحج سنة تسع ومنها سرية أسامة التي وقع ذكرها في الباب وسريته إلى ابني بضم الهمزة وسكون الباء الموحدة ثم نون مقصورا وهي من نواحي
(٢٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 ... » »»