عمدة القاري - العيني - ج ١٧ - الصفحة ٢٧٠
المقدمي عن عبد الوهاب قوله ' يعرف فيه الحزن للرحمة التي في قلبه ' ولا ينافي ذلك الرضا بالقضاء قوله ' من صائر الباب ' بالصاد المهملة والهمزة بعد الألف وقد فسره بقوله تعني من شق الباب وهذا التفسير إنما وقع في رواية القابسي فيكون من الراوي وذكر ابن التين وغيره أن الصواب ضير الباب بكسر الضاد وسكون الياء آخر الحروف وبالراء وقال الجوهري الضير شق الباب قوله أن نساء جعفر ظاهره يدل على أنه كانت له نساء ولكن لم يعرف له إلا امرأة واحدة وهي أسماء بنت عميس فعلى هذا يكون مراد الرجل امرأته ومن انتسب إليه من النساء وقوله أن نساء جعفر خبره محذوف تقديره يبكين كذا قاله الكرماني قلت فعلى هذا قوله قال وذكر بكائهن سد مسد الخبر ويروى قالت يعني عائشة والضمير في ذكر يرجع إلى الرجل وعلى رواية قال بالتذكير يكون فيه إدراج من الراوي قوله أن ينهاهن قيل وقع في رواية أبي ذر أن يأتيهن من الإتيان والظاهر أنه محرف قوله ' وذكر أنه لم يطعنه ' وفي رواية الكشميهني وذكر أنهن لم يطعنه بضم الياء من الإطاعة قوله لقد غلبننا أي في عدم الإطاعة قوله فاحث أمر من حثا يحثو وحثى يحثي إذا رمى فعلى هذا يجوز في الثاء في ثاء فاحث الضم والكسر قوله أرغم الله أنفك أي ألصقه بالرغام وهو التراب وهذا يستعمل في العجز عن الانتصاف والانقياد على كره قوله فوالله ما أنت تفعل أرادت لقصورك ما تفعل ما أمرت به ولا تخبر النبي لقصورك عن ذلك حتى يرسل غيرك قوله ' وما تركت ' رسول الله من العناء بالعين المهملة والنون وبالمد وهو التعب ووقع في رواية العذري عند مسلم من الغي بالغين المعجمة وتشديد الياء وفي رواية الطبري مثله ولكن بالعين المهملة 274 - (حدثني محمد بن أبي بكر حدثنا عمر بن علي عن إسماعيل بن أبي خالد عن عامر قال كان ابن عمر إذا حيا ابن جعفر قال السلام عليك يا ابن ذي الجناحين) مطابقته للترجمة من حيث أنه يتعلق بجعفر الذي استشهد بمؤتة ومحمد بن أبي بكر هو المقدمي وعمر بن علي عمه وعامر هو الشعبي قوله إذا حيا أي إذا سلم على ابن جعفر وهو عبد الله وإنما لقب بذلك لأنه لما قطعت يداه يوم مؤتة جعل الله له جناحين يطير بهما في الجنة وعن النبي رأيت جعفرا يطير في الجنة مع الملائكة ولقب بالطيار أيضا وروى البيهقي في الدلائل من مرسل عاصم بن عمر بن قتادة أن جناحي جعفر من ياقوت وقال السهيلي جناحان ليسا كما يسبق إلى الوهم كجناحي الطائر وريشه لأن الصورة الآدمية أشرف الصور وأكملها والمراد بالجناحين صفة ملكية وقوة روحانية أعطيها جعفر وقد عبر القرآن عن العضد بالجناح توسعا في قوله تعالى * (واضمم يدك إلى جناحك) * قلت إذا لم يثبت خبر في بيان كيفيتهما فنؤمن به من غير بحث عن حقيقتهما والله أعلم * - 4265 حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن إسماعيل عن قيس بن أبي حازم قال سمعت خالد بن الوليد يقول لقد انقطعت في يدي يوم موتة تسعة أسياف فما بقي في يدي إلا ضعيفة يمانية.
مطابقته للترجمة ظاهرة وأبو نعيم، بضم النون: الفضل بن دكين، وسفيان هو الثوري، وإسماعيل هو ابن أبي خالد الأحمسي البجلي، وقيس بن أبي حازم البجلي، وهؤلاء كلهم كوفيون. قوله: (صعيفة يمانية) الصعيفة: السيف العريض، واليمانية: بتخفيف الياء على الأصح وأصله أن يقرأ بالتشديد لأنها ياء النسبة إلا أنهم خففوها. فقالوا سيف يمان، وأصله يماني.
4266 حدثني محمد بن المثنى حدثنا يحيى عن إسماعيل قال حدثني قيس سمعت خالد ابن الوليد يقول لقد دق في يدي يوم موتة تسعة أسياف وصبرت في يدي صعيفة لي يمانية..
هذا طريق آخر في حديث خالد. ويحيى هو ابن سعيد القطان. قوله: (دق) على صيغة المجهول، أي: تكسر قطعا قطعا. قوله: (وصبرت) أي: لم تنقطع ولم تندق.
(٢٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 ... » »»