عمدة القاري - العيني - ج ١٧ - الصفحة ٢٧٤
أنا والزبير والمقداد فقال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعنة معها كتاب فخذوا منها قال فانطلقنا تعادي بناخيلنا حتى أتينا الروضة فإذا نحن بالظعينة قلنا لها أخرجي الكتاب قالت ما معى كتاب فقلنا لتخرجن الكتاب أو لتلقين الثياب قال فأخرجته من عقاصها فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس بمكة من المشركين يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا حاطب ما هذا قال يا رسول الله لا تعجل علي إني كنت امرء ملصقا في قريش يقول كنت حلينا ولم أكن من أنفسها وكان من معك من المهاجرين من لهم قرابات يحمون أهليهم وأموالهم فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يدا يحمون قرابتي ولم أفعله ارتدادا عن ديني ولا رضا بالكفر بعد الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إنه قد صدقكم فقال عمر يا رسول الله دعني أضرب عنق هاذا المنافق فقال إنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله اطلع على من شهد بدرا قال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم فأنزل الله السورة * (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق) * (الممتحنة: 1) إلى قوله: * (فقد ضل سواء السبيل) * (الممتحنة: 1)..
مطابقته للترجمة ظاهرة. وسفيان هو ابن عيينة، والحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب، رضي الله تعالى عنهم، يعرف أبوه بابن الحنفية قال الواقدي: توفي زمن عمر بن عبد العزيز، رضي الله تعالى عنه، وعبيد الله بن أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو رافع اسمه أسلم.
والحديث قد مضى في الجهاد في: باب الجاسوس، ومضى الكلام فيه هناك.
قوله: (والزبير) بالنصب عطف على الضمير المنصوب في: بعثني، وهو الزبير بن العوام. قوله: (والمقداد)، بالنصب أيضا عطفا على: والزبير، وأكد الضمير المنصوب في بعثني بلفظ: أنا كما في قوله تعالى: * (أن ترن أنا أقل منك مالا وولدا) * (الكهف: 39) (فإن قلت): في رواية أبي عبد الرحمن السلمي عن علي رضي الله تعالى عنه: بعثني وأبا مرثد الغنوي والزبير بن العوام، كما تقدم في فضل من شهد بدرا، قلت: يحتمل أن يكون هؤلاء الثلاثة مع علي، فذكر أحد الراويين عنه ما لم يذكر الآخر، وذكر ابن إسحاق الزبير مع علي ليس إلا وساق الخبر بالتثنية، قال: فخرجا حتى أدركاها فاستنزلاها إلى آخره. قوله: (روضة خاخ) بخاءين معجمتين: موضع بين مكة والمدينة. قوله: (ظعينة) أي: امرأة واسمها سارة، وقال الواقدي: كنود، وفي رواية: أم سارة، وجعل لها حاطب عشرة دنانير على ذلك، وقيل: دينارا واحدا، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتلها يوم الفتح مع هند بنت عتبة ثم استؤمن لها فأمنها، ثم بقيت حتى أوطأها رجل من الناس فرسا في زمن عمر، رضي الله تعالى عنه، فقتلها وكانت مولاة لبني عبد المطلب. قوله: (تعادي بنا خيلنا) أي: أسرعت بنا وتعدت عن مشيها المعتاد. قوله: (أو لتلقين) بكسر الياء وفتحها. قوله: (من عقاصها)، بكسر العين وبالقاف، وهي الشعور المظفورة (فإن قلت) تقدم في: باب، إذا اضطر الرجل إلى النظر، أنها أخرجته من الحجزة؟ قلت: قال الكرماني: لعلها أخرجته من الحجزة فأخفته في العقيصة، ثم أخرجته منها قلت: لا يخلو هذا من نظر، وقد مر الكلام فيه في الجهاد. قوله: (يقول: كنت حليفا) تفسير قوله: (وكنت امرأ ملصقا في قريش)، وقال السهيلي: كان حاطب حليفا لعبد الله بن حميد بن زهير بن أسد بن عبد العزي. قوله: (يدا) أي: منة وحقا. قوله: (فقال: إنه) أي: فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن حاطبا (شهد بدرا)، أي: غزوة بدر، وحاطب، بالمهملتين: ابن أبي بلتعة، واسمه: عمير بن سلمة بن صعب بن عتيك
(٢٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 ... » »»