* أنا ابن الذي سالت على الخد عينه * فردت بكف المصطفى أحسن الرد * * فعادت لما كانت لأول أمرها * فيا حسن ما عين ويا حسن ما رد * توفي قتادة في سنة ثلاث وعشرين، وصلى عليه عمر بن الخطاب ونزل في قبره أخوه أبو سعيد الخدري وهو ابن خمس وستين سنة. قوله: (إنه) أي: إن الشأن. قوله: (نقض) بالقاف والضاد المعجمة بمعنى: ناقض. قوله: (لما كانوا ينهون عنه) أي: لما كانت الصحابة ينهون على صيغة المجهول من أكل لحوم أضاحيهم بعد ثلاثة أيام، واحتج بهذا الحديث قوم على أنه يحرم إمساك لحوم الأضاحي والأكل منها بعد ثلاثة أيام، واحتجوا أيضا بحديث علي، رضي الله تعالى عنه، قال: إن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، نهانا أن نأكل من لحوم نسكنا بعد ثلاث، وقال جماهير العلماء: يباح الأكل والإمساك بعد الثلاث، والنهي منسوخ بقوله صلى الله عليه وسلم: كلوا بعد وادخروا وتزودوا، على ما يجيء بيانه في كتاب الأضاحي مفصلا إن شاء الله تعالى.
3998 حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه قال قال الزبير لقيت يوم بدر عبيدة بن سعيد بن العاص وهو مدجج لا يرى منه إلا عيناه وهو يكنى أبا ذات الكرش فقال أنا أبو ذات الكرش فحملت عليه بالعنزة فطعنته في عينه فمات. قال هشام فأخبرت أن الزبير قال لقد وضعت رجلي عليه ثم تمطأت فكان الجهد أن نزعتها وقد انثنى طرفاها قال عروة فسأله إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها ثم طلبها أبو بكر فأعطاه إياها فلما قبض أبو بكر سأله إياها عمر فأعطاه إياها فلما قبض عمر أخذها ثم طلبها عثمان منه فأعطاه إياها فلما قتل عثمان وقعت عند آل علي فطلبها عبد الله بن الزبير فكانت عنده حتى قتل.
ذكره هنا لأجل قوله: (يوم بدر) وعبيد مصغر عبد واسمه في الأصل: عبد الله بن إسماعيل أبو محمد الهباري القرشي الكوفي، وأبو أسامة حماد بن أسامة، والزبير هو ابن العوام، و: عبيدة بضم العين وفتح الباء الموحدة، وقيل: بفتح العين وكسر الموحدة: ابن سعيد بن العاص بن أمية ابن عبد شمس.
قوله: (وهو مدجج)، بضم الميم وفتح الدال المهملة وكسر الجيم الأولى وفتحها على صيغة اسم الفاعل من: دجج، بالتشديد في شكته وتدجج أي: تغطي بالسلاح فلا يظهر منه شيء، والمدجج شاكي السلاح تامه. قوله: (أبو ذات الكرش) بفتح الكاف وكسر الراء، وهو لذي الخف والظلف وكل محتر كالمعدة للإنسان، وكرش الرجل أيضا عياله، والكرش أيضا: الجماعة من الناس. قوله: (بالعنزة)، بفتح النون وهي كالحربة، قاله الداودي: وقال ابن فارس: هي شبه العكاز. قوله: (قال هشام) هو ابن عروة، وهو موصول بالإسناد المذكور. قوله: (فأخبرت) على صيغة المجهول. قوله: (ثم تمطات) وقال الدمياطي: الصواب: تمطيت، وهو من التمطي، وهو مد اليدين في المشي، وتمطط أي: تمدد. قوله: (فكان الجهد) بفتح الجيم وبضمها. قوله: (أن نزعتها)، بفتح الهمزة، والضمير في: نزعتها، وفي: طرفاها، للعنزة ومعنى: انثنى انعطف. قوله: (قال عروة) موصول بالإسناد المذكور. قوله: (فسأله إياها) أي: سأل الزبير العنزة رسول الله، صلى الله عليه وسلم. قوله: (فأعطاه) أي: فأعطى الزبير رسول الله، صلى الله عليه وسلم العنزة عارية. قوله: (أخذها) يعني: أخذ الزبير العنزة بعد موت رسول الله، صلى الله عليه وسلم لأنها كانت عارية. قوله: (ثم طلبها أبو بكر، رضي الله تعالى عنه) أي: ثم طلب العنزة أبو بكر من الزبير فأعطاه إياها عارية، وكذلك جرى مع عمر وعثمان، رضي الله تعالى عنهما. قوله: (عند آل علي، رضي الله تعالى عنه) أي: عند علي نفسه، ولفظة: الآل، مقحمة، وبعد علي كانت عند أولاده ثم طلبها الزبير من أولاد علي فكانت عنده إلى أن قتل.
3999 حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني أبو إدريس عائذ الله بن عبد الله أن عبادة بن الصامت وكان شهد بدرا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بايعوني..
ذكره هنا لأجل قوله: (وكان شهد بدرا) وأبو اليمان: الحكم بن نافع، والحديث مر بهذا الإسناد بعينه بأتم منه في كتاب الإيمان في: باب حدثنا أبو اليمان.
4002 حدثنا إبراهيم بن موساى أخبرنا هشام عن معمر عن الزهري ح.
وحدثنا إسماعيل قال حدثني أخي عن سليمان عن محمد بن أبي عتيق عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة بن مسعود أن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال أخبرني أبو طلحة رضي الله تعالى عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قد شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه