زكريا على المفعولية، وقال أبو عبيدة: يقال في: كفلها زكريا، بفتح الفاء وكسرها، وبالكسر قرأ بعض التابعين.
2343 حدثني أحمد بن أبي رجاء حدثنا النضر عن هشام قال أخبرني أبي قال سمعت عبد الله ابن جعفر قال سمعت عليا رضي الله تعالى عنه يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول خير نسائها مريم ابنة عمران وخير نسائها خديجة رضي الله تعالى عنها. (الحديث 2343 طرفه في: 5183).
مطابقته للباب المترجم في قوله: (ابنة عمران).
ذكر رجاله وهم ستة: الأول: أحمد بن أبي رجاء بالجيم واسمه عبد الله بن أيوب أبو الوليد الحنفي الهروي. الثاني: النضر بن شميل، وقد مر غير مرة. الثالث: هشام ابن عروة. الرابع: أبوه عروة بن الزبير بن العوام. الخامس: عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. السادس: علي بن أبي طالب، رضي الله تعالى عنه.
ذكر لطائف إسناده فيه: حدثني أحمد، وفي بعض النسخ: حدثنا، بصيغة الجمع. وفيه: التحديث أيضا بصيغة الجمع في موضع واحد. وفيه: العنعنة في موضع واحد. وفيه: السماع في موضعين. وفيه: القول في موضعين. وفيه: قال الدارقطني: رواه أصحاب هشام بن عروة عنه، هكذا وخالفهم ابن جريج وابن إسحاق فروياه عن هشام عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن عبد الله بن جعفر، وقد زاد في الإسناد: عبد الله بن الزبير، والصواب الأول.
ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره: أخرجه البخاري أيضا في فضل خديجة وصدقة بن الفضل. وأخرجه مسلم في الفضائل عن أبي بكر بن أبي شيبة وعن أبي كريب وعن إسحاق بن إبراهيم. وأخرجه الترمذي في المناقب عن إسحاق ابن هارون. وأخرجه النسائي فيه عن أحمد بن حرب.
ذكر معناه: قوله: (خير نسائها)، أي: خير نساء أهل الدنيا في زمانها، وليس المراد أن مريم خير نسائها، لأنه يصير كقولهم، يوسف أحسن إخوته، وقد منعه النحاة، وعن وكيع: أي خير نساء الأرض في عصرها، وقال القاضي: أي من خير نساء الأرض. وقال الكرماني: يحتمل أن يراد بقوله: خير نسائها مريم، نساء بني إسرائيل، وبقوله: خير نسائها خديجة، نساء العرب أو تلك الأمة، وهذه الأمة وفي رواية النسائي من حديث ابن عباس: أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون، ورواه أبو يعلى أيضا، وقد مر الكلام فيه مسقصى في: باب قول الله تعالى: * (وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون) * (التحريم: 11).
64 ((باب قوله تعالى * (إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم) * إلى قوله * (فإنما يقول له كن فيكون) * (آل عمران: 54 84).)) أي: هذا باب في بيان قوله تعالى: * (إذ قالت الملائكة...) * (آل عمران: 54). إلى آخره، وفي بعض النسخ: باب قول الله تعالى، وليس في بعضها إلى قوله إلى آخره، وقد مر الكلام في هذه الترجمة في الباب الذي قبل الباب المجرد الذي قبل هذا الباب. قوله: (إلى قوله)، أي: إقرأ إلى قوله: * (فإنما يقول له كن فيكون) * (آل عمران: 84). وهو قوله: * (وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون) * (54 84). قوله: (وجيها)، أي: شريفا ذا جاه وقدر. قوله: (ومن المقربين)، أي: عند الله بالثواب والكرامة. قوله: (ويكلم الناس في المهد)، يعني: صغيرا في حجر أمه، وقيل: في الموضع الذي مهد للنوم، روي عنها أنها قالت: كنت إذا خلوت به أحادثه ويحادثني فإذا شغلني عنه إنسان يسبح في بطني وأنا أسمع. واختلفوا: هل كان نبيا في وقت كلامه؟ فقيل: نعم لظهور المعجزة وقيل: لا، وإنما جعل ذلك تأسيسا لنبوته. قوله: (وكهلا)، قال الزمخشري: في المهد، نصب على الحال، و: كهلا، عطف عليه بمعني: ويكلم الناس طفلا وكهلا، يعني: يكلم في هاتين الحالتين بكلام الأنبياء، عليهم الصلاة والسلام. قوله: * (ومن الصالحين) * (آل عمران: 54 84). أي: