عمدة القاري - العيني - ج ١٦ - الصفحة ٣٤
أخرى: أنها ليست بناتئة ولا حجراء، بفتح الحاء المهملة وسكون الجيم، قال الهروي: كانت اللفظة محفوظة فمعناها أنها ليست بصلبة متحجرة، وقد رويت: جحراء، بتقديم الجيم، أي: غائرة متجحرة في نقرتها، وقال الأزهري: هي بالخاء المعجمة دون الحاء، وبالجيم في أوله، ومعناها: الضيقة التي لها غمص ورمص، وفي رواية أبي داود الطيالسي من حديث أبي بن كعب: إحدى عينيه كأنها زجاجة خضراء، وعن ابن عمر: إحدى عينيه مطموسة والأخرى ممزوجة بالدم كأنها الزهرة. قلت: التوفيق بينهما بأن يقال: إن اختلاف الأوصاف بحسب اختلاف العينين. قوله: (وأراني) بفتح الهمزة، أي: أرى نفسي الليلة، أي: في الليلة. قوله: (آدم)، بالمد لأنه أفعل من الأدمة، وهي السمرة الشديدة. قوله: (ومن أدم الرجال)، بضم الهمزة جمع: أدم. قوله: (لمته)، بكسر اللام: وهي الشعر إذا جاوز شحم الأذنين، سميت بذلك لأنها ألمت بالمنكبين فإذا بلغت المنكبين فهي جمة، وإذا قصرت عنهما فهي وفرة. قوله: (رجل الشعر)، بكسر الجيم بمعنى: منظف الشعر ومسرحه، ومحسنه، وهو من الترجيل وهو تسريح الشعر وتنظيفه، وفي رواية مالك: له لمة قد رجلها فهي تقطر ماء. قوله: (تقطر رأسه ماء)، وهو الماء الذي رجلها به لقرب ترجيله، أو هو استعارة من نضارته وجماله. قوله: (جعدا)، قد ذكرنا أن الجعودة تحتمل الذم والمدح بحسب الاستعمال، وهو في صفة عيسى مدح، وفي صفة الدجال ذم. قوله: (قططا)، بفتح القاف والطاء المهملتين وقد تكسر الطاء الأولى، والمراد به: شدة جعودة الشعر. قوله: (أعور عين اليمنى) من باب إضافة الموصوف إلى صفته، وهو عند الكوفيين ظاهر، وعند البصريين تقديره: عين صفحة وجهه اليمنى. قوله: (كأشبه من رأيت)، بضم التاء وفتحها. قوله: (بابن قطن)، بفتح القاف والطاء: واسمه عبد العزى بن قطن بن عمرو الجاهلي الخزاعي، وأمه هالة بنت خويلد أخت خديجة بنت خويلد، وكانت عند الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس فولدت له أبا العاص، ثم خلف عليها بعده أخوه ربيعة بن عبد العزى، ثم خلف عليها وهب بن عبد فولدت له أولادا، ثم خلف عليها قطن بن عمرو بن حبيب بن سعد بن عائذ بن مالك بن جذيمة وهو المصطلق فولدت له عبد العزى بن قطن. قوله: (واضعا يديه)، نضب على الحال.
تابعه عبيد الله عن نافع أي: تابع موسى بن عقبة عبيد الله بن عمر العمري عن نافع عن ابن عمر، ووصل هذه المتابعة مسلم من طريق أبي أسامة ومحمد بن بشر جميعا عن عبيد الله بن عمر في ذكر الدجال فقط إلى قوله: عنبة طافية، ولم يذكر ما بعده.
1443 حدثنا أحمد بن محمد المكي قال سمعت إبراهيم بن سعد قال حدثني الزهري عن سالم عن أبيه قال ل ا والله ما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعيسى أحمر ولكن قال بينما أنا نائم أطوف بالكعبة فإذا رجل آدم سبط الشعر يهادى بين رجلين ينطف رأسه ماء أو يهراق رأسه ماء فقلت من هاذا قالوا ابن مريم فذهبت ألتفت فإذا رجل أحمر جسيم جعد الرأس أعور عينه اليمنى كأن عينه عنبة طافية قلت من هاذا قالوا هذا الدجال وأقرب الناس به شبها ابن قطن قال الزهري رجل من خزاعة هلك في الجاهلية.
.
مطابقته للترجمة في قوله: (ابن مريم). وأحمد بن محمد بن الوليد أبو محمد الأزرقي المكي وهو من أفراده، وإبراهيم بن سعد ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وسالم هو ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنهم، يروي عن أبيه عبد الله بن عمر. وهذا الحديث من أفراده. قوله: (قال)، أي: قال عبد الله بن عمر. قوله: (لا والله ما قال النبي صلى الله عليه وسلم) أي: ليس الأمر كما زعمتم أنه، صلى الله عليه وسلم، قال في صفة عيسى، عليه الصلاة والسلام: أحمر، ولكن قال... إلى آخره. وفيه: جواز اليمين على غلبة الظن، لأن ابن عمر ظن أن الوصف اشتبه على الراوي، وأن الموصوف بكونه أحمر إنما هو الدجال لا عيسى،
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»