ومائتين، والنرسي، بفتح النون وسكون الراء وبالسين المهملة، قال الكلاباذي: نرس لقد أحد أجداد عباس المذكور، وكان اسمه: نصر، فقال له بعض النبط: نرس، بدل نصر فبقي لقبا عليه، ومعتمر هو ابن سليمان التيمي وكان رأسا في العلم والعبادة كأبيه، مات سنة سبع وثمانين ومائة، وأبوه سليمان بن طرخان التيمي من السادة تابعي، مات سنة ثلاث وأربعين ومائة، وأبو عثمان اسمه عبد الرحمن بن مل النهدي، بفتح النون، ولد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا الحديث يأتي في فضائل القرآن. وأخرجه مسلم في فضائل أم سلمة، رضي الله تعالى عنها.
قوله: (أنبئت) على صيغة المجهول، أي: أخبرت، وهذا مرسل لكنه صار مسندا متصلا حيث قال في آخر الحديث: سمعته من أسامة بن زيد. قوله: (وعنده أم سلمة) جملة حالية، واسمها: هند بنت أبي أمية إحدى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (فجعل) أي: جبريل يحدث النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قام. قوله: (أو كما قال) أي: النبي صلى الله عليه وسلم. قوله: (قال: قالت) أي: قال أبو عثمان: قالت أم سلمة: هذا دحية، بكسر الدال المهملة وفتحها: ابن خليفة الكلبي الصحابي، وكان من أجمل الناس وكان جبريل، عليه الصلاة والسلام يأتي رسول الله، صلى الله عليه وسلم على صورته ويظهر لغيره صلى الله عليه وسلم على صورته، وربما لا يراه إلا رسول الله، صلى الله عليه وسلم. قوله: (بخبر جبريل عليه الصلاة والسلام) بفتح الخاء المعجمة والباء الموحدة، ويروي: يخبر جبريل، على لفظ المضارع من أخبر، ويروي أيضا: خبر جبريل، بدون ياء الجر. قوله: (قال: فقلت لأبي عثمان) أي: قال سليمان بن طرخان والد معتمر المذكور لأبي عثمان عبد الرحمن المذكور (وممن سمعت هذا) أي: هذا الحديث، قال: سمعته (من أسامة بن زيد بن حارثة) وأمه أم أيمن حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يسمى: حب النبي صلى الله عليه وسلم، واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمان عشرة سنة، وتوفي في آخر أيام معاوية سنة ثمان أو تسع وخمسين بالمدينة، رضي الله تعالى عنه.
بسم الله الرحمان الرحيم 62 ((باب قول الله تعالى * (يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون) * (البقرة: 641).)) أي: هذا باب في بيان ما جاء من ذكر قول الله تعال: * (يعرفونه) * (البقرة: 641). الآية وأول الآية * (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه) * (البقرة: 641). الآية، أخبر الله تعالى أن علماء أهل الكتاب يعرفون صحة ما جاءهم به الرسول صلى الله عليه وسلم كما يعرف أحدهم ولده، والعرب كانت تضرب المثل في صحة الشيء بهذا، قال القرطبي: ويروى أن عمر، رضي الله تعالى عنه، قال لعبد الله بن سلام: أتعرف محمدا كما تعرف ابنك؟ قال: نعم وأكثر، نزل الأمين من السماء بنعته فعرفته، وإنني لا أدري ما كان من أمه، وقيل: يعرفون محمدا كما يعرفون أبناءهم من بين أبناء الناس، لا يشك أحد ولا يتمارى في معرفة ابنه إذا رآه من بين أبناء الناس كلهم، ثم أخبر الله تعالى أنهم مع هذا التحقق والإيقان العلمي * (ليكتمون الحق) * أي: ليكتمون الناس ما في كتبهم من صفة النبي صلى الله عليه وسلم. * (وهم يعلمون) * أي: والحال أنهم يعلمون الحق. فإن قلت: ما وجه دخول هذا الباب المترجم في أبواب علامات النبوة المذكورة؟ قلت: من جهة أنه أشار في الحديث إلى حكم التوراة، والنبي صلى الله عليه وسلم سألهم عما في التوراة في حكم من زنى، والحال أنه لم يقرأ التوراة ولا وقف عليها قبل ذلك، فظهر الأمر كما أشار إليه، وهو أيضا من أعظم علامات النبوة.
5363 حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك بن أنس عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما أن اليهود جاؤا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له أن رجلا منهم وامرأة زنيا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تجدون في التوراة في شأن الرجم فقال نفضحهم ويجلدون فقال عبد الله بن سلام كذبتم إن فيها الرجم فأتوا بالتوراة فنشروها فوضع أحدهم يده على آية الرجم فقرأ ما قبلها وما بعدها فقال له عبد الله بن سلام ارفع يدك فرفع يده فإذا فيها آية الرجم فقالوا صدق يا محمد فيها آية الرجم فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما. قال عبد الله فرأيت الرجل يحنأ على المرأة يقيها الحجارة..