لم يكن عليه تبعة. وقال مقاتل: هو في أمر الشياطين، أي: حل من شئت منهم وأوثق من شئت في وثاقك ولا تبعة عليك فيما تتعاطاه.
3243 حدثني محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم إن عفريتا من الجن تفلت البارحة ليقطع علي صلاتي فأمكنني الله منه فأخذته فأردت أن أربطه على سارية من سواري المسجد حتى تنظروا إليه كلكم فذكرت دعوة أخي سليمان رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي فرددته خاسئا..
مطابقته للترجمة ظاهرة. ورجاله قد ذكروا غير مرة. والحديث مضى في كتاب الصلاة في: باب الأسير يربط في المسجد، ومضى الكلام فيه هناك.
قوله: (تفلت)، بتشديد اللام، أي: تعرض لي فلتة، أي: بغتة، وفي قوله: (فذكرت دعوة أخي سليمان...) إلى آخره، دلالة على أنه صلى الله عليه وسلم كان يقدر على ذلك، إلا أنه تركه رعاية لسليمان، عليه الصلاة والسلام.
عفريت متمرد من إنس أو جان مثل زبنية جماعتها الزبانية فسر: عفريتا، بقوله: متمرد، سواء كان من إنس أو من جان، واشتقاقه من: العفر، وقال الزمخشري: العفر والعفرية والعفارية والعفريت: القوي المتشيطن الذي يعفر قرنه، والياء في عفرية وعفارية للإلحاق بشرذمة وعذافرة، والهاء فيهما للمبالغة، والتاء في: عفريت، للإلحاق بقنديل، وفي الحديث: أن الله تعالى يبغض العفرية التفرية، قال ابن الأثير: هو الداهي الخبيث الشرير، ومنه العفريت. قوله: (مثل زبنية)، بكسر الزاي وسكون الباء الموحدة وكسر النون وفتح الياء آخر الحروف، وفي آخره هاء، ويجمع على: زبانية. وفي قوله: (عفريت) مثل زبنية، نظر، لأن مثل الزبنية العفرية لا العفريت، وقال بعضهم: مراد المصنف بقوله: مثل زبنية، إنه قيل في عفريت: عفرية، وهي قراءة جاءت شاذة عن أبي بكر الصديق وأبي رجاء العطاردي، وأبي السمال، بالسين المهملة وباللام. انتهى. قلت: قد تقدم من قول الزمخشري أن عفرية لغة مستقلة وليست هي وعفرية لغة واحدة، والزبانية في الأصل اسم أصحاب الشرطة واشتقاقها من الزبن وهو الدفع، وأطلق ذلك على ملائكة النار لأنهم يدفعون الكفار إلى النار، ويقال واحد الزبانية زبني، ويقال: زابن، وقيل: زباني، والكل لا يخلو عن نظر.
4243 حدثنا خالد بن مخلد حدثنا مغيرة بن عبد الرحمان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال سليمان بن داود عليهما السلام لأطوفن الليلة على سبعين امرأة تحمل كل امرأة فارسا يجاهد في سبيل الله فقال له صاحبه إن شاء الله فلم يقل ولم تحمل شيئا إلا واحدا ساقطا إحدى شقيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو قالها لجاهدوا في سبيل الله. قال شعيب وابن أبي الزناد تسعين وهو أصح..
مطابقته للترجمة ظاهرة، وخالد بن مخلد، بفتح الميم البجلي الكوفي وأبو الزناد، بكسر الزاي وتخفيف النون: عبد الرحمن ابن عبد الله بن ذكوان، والأعرج عبد الرحمن بن هرمز. قوله: (لأطوفن)، وفي رواية الحموي والمستملي: لأطيفن، وهما لغتان: طاف بالشيء وأطاف به، إذا دار خلفه وتكرر عليه، والطواف هنا كناية عن الجماع، واللام فيه جواب قسم محذوف تقديره: والله لأطوفن. قوله: (الليلة)، نصب على الظرفية. قوله: (على سبعين امرأة)، ومضى الحديث في كتاب الجهاد في: باب من طلب الولد، وفيه لأطوفن الليلة على مائة امرأة أو تسع وتسعين، وفي رواية شعيب في الأيمان والنذور، فقال: تسعين، وفي رواية مسلم عن ابن أبي عمر عن سفيان، فقال: سبعين، وفي رواية البخاري في التوحيد من رواية أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة: كان لسليمان ستون امرأة، وفي رواية أحمد وأبي عوانة من طريق هشام عن ابن سيرين، فقال: مائة امرأة، وكذا