عمدة القاري - العيني - ج ١٦ - الصفحة ١٠٨
وأخرجه مسلم في الفضائل عن أبي موسى وبندار. وأخرجه أبو داود في اللباس عن حفص بن عمر به. وأخرجه الترمذي في الاستئذان والأدب عن بندار ببعضه، وفي الشمائل عن بندار بتمامه وعن أحمد بن منيع. وأخرجه النسائي في الزينة عن علي بن الحسين وعن يعقوب بن إبراهيم الدورقي.
قوله: (مربوعا) وهو معنى قوله: (ربعة) في الأحاديث السابقة. قوله: (بعيد ما بين المنكبين)، أي عريض أعلى الظهر، ووقع في حديث أبي هريرة عند ابن سعد: رحب الصدر. قوله: (أذنه) بالإفراد، وفي رواية الكشميهني: (أذنيه) بالتثنية، وفي رواية الإسماعيلي: تكاد جمته تصيب شحمة أذنيه. قوله: (قال يوسف بن أبي إسحاق)، نسبه إلى جده لأنه ذكر الأب وأراد الجد مجازا، وقال الكرماني: الضمير في أبيه يرجع إلى إسحاق لا إلى يوسف، لأن يوسف لا يروي إلا عن الجد. قوله: (إلى منكبيه)، أي: يبلغ الجمة إلى منكبيه، وهذا التعليق أسنده قبل عن أحمد بن سعد عن إسحاق بن منصور: حدثنا إبراهيم بن يوسف حدثنا أبي عن أبي إسحاق عن البراء، ولكنه اختصره، وقال الداودي: قوله (يبلغ شحمة أذنيه)، مغاير لقوله: منكبيه، ورد بأن المراد أن معظم شعره كان عند شحمة أذنه، وما استرسل منه متصل إلى المنكب، أو يحمل على حالتين.
2553 حدثنا أبو نعيم حدثنا زهير عن أبي إسحاق قال سئل البراء أكان وجه النبي صلى الله عليه وسلم مثل السيف قال لا بل مثل القمر.
مطابقته للترجمة ظاهرة، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وزهير هو ابن معاوية، وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي.
والحديث أخرجه الترمذي في المناقب عن سفيان بن وكيع.
قوله: (أكان؟) الهمزة فيه للاستفهام على سبيل الاستخبار. قوله: (مثل السيف)، يحتمل أنه أراد: مثل السيف في الطول، قال البراء: لا بل مثل القمر في التدوير، ويحتمل أنه أراد مثل السيف في اللمعان والصقال، فقال البراء: لا بل مثل القمر الذي فوق السيف في ذلك، لأن القمر يشمل التدوير واللمعان، بل التشبيه به أبلغ لأن التشبيه بالقمر لوجه الممدوح شائع ذائع، وكذا بالشمس، وقد أخرج مسلم من حديث جابر بن سمرة: أن رجلا قال له: أكان وجه رسول الله، صلى الله عليه وسلم مثل السيف؟ قال: لا بل مثل الشمس والقمر مستديرا، وقد أشار بقوله: مستديرا، إلى أنه جمع التدوير مع كونه مثل الشمس والقمر في الإشراق واللمعان والصقال، فكأنه نبه في حديثه أنه جمع الحسن والاستدارة، وهذا الحديث يؤيد الاحتمالين المذكورين.
3553 حدثنا الحسن بن منصور أبو علي حدثنا حجاح بن محمد الأعور بالمصيصة حدثنا شعبة عن الحكم قال سمعت أبا جحيفة قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة إلى البطحاء فتوضأ ثم صلى الظهر ركعتين والعصر ركعتين وبين يديه عنزة وزاد فيه عون عن أبيه عن أبي جحيفة قال كان يمر من ورائها المارة وقام الناس فجعلوا يأخذون يديه فيمسحون بها وجوههم قال فأخذت بيده فوضعتها على وجهي فإذا هي أبرد من الثلج وأطيب رائحة من المسك..
مطابقته للترجمة ظاهرة. والحسن بن منصور أبو علي الصوفي البغدادي، وهو من أفراده، ولم يخرج عنه غير هذا الحديث، والحكم، بفتحتين: ابن عتيبة، بضم العين المهملة وفتح التاء المثناة من فوق وسكون الياء آخر الحروف وفتح الباء الموحدة، وقد مر غير مرة، وهذا الحديث مر في كتاب الطهارة في: باب استعمال فضل وضوء الناس، فإنه أخرجه هناك عن آدم عن شعبة إلى آخره، ومر أيضا في كتاب الصلاة في: باب الصلاة إلى العنزة، فإنه أخرجه هناك عن آدم عن شعبة، قال: حدثنا عون بن أبي جحيفة، قال سمعت أبي قال: (خرج علينا رسول الله، صلى الله عليه وسلم...) الحديث، وقد مر الكلام فيه هناك.
قوله: (بالمصيصة) بكسر الميم وتشديد الصاد المهملة وكسرها وسكون الياء آخر الحروف وفتح الصاد الثانية وفي آخرها هاء: وهي مدينة مشهورة بناها أبو
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»