الناس ويوافق هذا لقوله في الرواية الأخرى يحشر الناس على عقبي ويقال معناه على زماني ووقت قيامي على القدم بظهور علامات الحشر ويقال معناه لا نبي بعدي قوله ' قدمي ' ضبطوه بتخفيف الياء وتشديدها مفردا ومثنى قوله ' وأنا العاقب ' هذا هو الخامس وزاد يونس بن يزيد في روايته عن الزهري الذي ليس بعده أحد وقد سماه الله رؤوفا رحيما وقال البيهقي في الدلائل قوله ' وقد سماه الله ' إلى آخره مدرج من قول الزهري وفي دلائل البيهقي العاقب يعني الخاتم وفي لفظ الماحي والخاتم وفي لفظ فأنا حاشر فبعثت مع الساعة نذيرا لكم بين يدي عذاب شديد وعند مسلم في حديث أبي موسى الأشعري ونبي التوبة ونبي الملحمة وعن أبي صالح قال ' إنما أنا رحمة مهداة ' وقال أبو زكريا العنبري لنبينا محمد خمسة أسماء في القرآن العظيم قال الله عز وجل * (محمد رسول الله) * وقال * (ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد) * وقال * (وأنه لما قام عبد الله) * يعني النبي ليلة الجن وقال (طه) وقال (يس) يعني يا إنسان والإنسان هنا العاقل وهو محمد وقال البيهقي وزاد عبدة وسماه في القرآن رسولا نبيا أميا وسماه * (شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا) * وسماه مذكرا ورحمة وجعله نعمة وهاديا عن كعب قال الله عز وجل لمحمد عبدي المتوكل المختار وعن حذيفة بسند صحيح يرفعه ' أنا المقفى ونبي الرحمة ' وعن مجاهد قال ' أنا رسول الرحمة أنا رسول الله الملحمة بعثت بالحصاد ولم أبعث بالزراع ' وفي كتاب الشفاء وأنا رسول الراحة ورسول الملاحم وأنا قثم والقثم الجامع في الكامل وفي القرآن المزمل والمدثر والنور والمنذر والبشير والشاهد والشهيد والحق والمبين والأمين وقدم الصدق ونعمة الله والعروة الوثقى والصراط المستقيم والنجم الثاقب والكريم وداعي الله والمصطفى والمجتبى والحبيب ورسول رب العالمين والشفيع والمشفع والمتقي والمصلح والظاهر والصادق والمصدوق والهادي وسيد ولد آدم وسيد المرسلين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين وحبيب الله وخليل الرحمن وصاحب الحوض المورود والشفاعة والمقام المحمود وصاحب الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة وصاحب التاج والمعراج واللواء والقضيب وراكب البراق والناقة والنجيب وصاحب الحجة والسلطان والعلامة والبرهان وصاحب الهراوة والنعلين والمختار ومقيم السنة والمقدس وروح القدس وروح الحق وهو معنى البارقليط في الإنجيل وقال ثعلب البارقليط الذي يفرق بين الحق والباطل وماذماذ معناه طيب طيب والبرقليطس بالرومية وقال ثعلب الخاتم الذي ختم الأنبياء والخاتم أحسن الأنبياء خلقا وخلقا ويسمى بالسريانية مشفح والمنحمنا وفي التوراة أحيد ذكره ابن دحية بمد الألف وكسر الحاء ومعناه أحيد أمتي عن النار وقيل معناه الواحد وقال عياض ومعناه صاحب القضيب أي السيف وفي الدر المنظم للعرقي من أسمائه المصدق المسلم الإمام المهاجر العامل اذن خير الآمر الناهي المحلل المحرم الواضع الرافع المجير وقال ابن دحية أسماؤه وصفاته إذا بحث عنها تزيد على الثلاثمائة وقد ذكرنا عن ابن العربي أن أسماءه بلغت ألفا كأسماء الله تعالى * - 3353 حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم يشتمون مذمما ويلعنون مذمما وأنا محمد.
مطابقته للترجمة في قوله: (وأنا محمد)، وعلي بن عبد الله المعروف بابن المديني، وسفيان بن عيينة وأبو الزناد، بالزاي والنون: عبد الله بن ذكوان، والأعرج عبد الرحمن بن هرمز.
قوله: (ألا تعجبون؟) كلمة ألا للتنبيه، وكان الكفار من قريش من شدة كراهتهم في النبي صلى الله عليه وسلم لا يسمونه باسمه الدال على المدح فيعدلون إلى ضده، فيقولوا: مذمم ومذمم، ليس باسمه، ولا يعرف به فكان الذي يقع منهم في ذلك مصروفا إلى غيره، وأنا أسمي محمد، كثير الخصال الحميدة، وألهم الله أهله أن يسموه به لما علم من حميد صفاته، وفي المثل المشهور: الألقاب تنزل من السماء، وقال ابن التين: استدل بهذا الحديث من أسقط حد القذف بالتعريض، وهم الأكثرون خلافا لمالك، وأجاب بأنه لم يقع في الحديث أنه: لا شيء عليهم في ذلك، بل الواقع أنهم عوقبوا على ذلك، ورد عليه بأنه لا يدل على النفي ولا على الإثبات، فلا يتم الاستدلال به.