عمدة القاري - العيني - ج ١٥ - الصفحة ٢٤٥
فمحيت ورأى إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بأيديهما الأزلام فقال قاتلهم الله والله إن استقسما بالأزلام قط..
مطابقته للترجمة في قوله: إبراهيم، وهذا طريق آخر في حديث ابن عباس أخرجه عن إبراهيم بن موسى الفراء أبي إسحاق الرازي المعروف بالصغير عن هشام بن يوسف الصنعاني اليماني عن معمر عن أيوب السختياني عن عكرمة.
قوله: (فمحيت) من المحو، وهو الإزالة، وهو على صيغة المجهول. قوله: (قاتلهم الله)، أي: لعنهم الله. قوله: (إن استقسما) أي: ما استقسما، وكلمة: إن، بكسر الهمزة وسكون النون: نافية.
3533 حدثنا علي بن عبد الله حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا عبيد الله قال حدثني سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قيل يا رسول الله من أكرم الناس قال أتقاهم فقالوا ليس عن هذا نسألك قال فيوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله قالوا ليس عن هذا نسألك قال فعن معادن العرب تسألون خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا..
مطابقته للترجمة في قوله: (خليل الله) وعلي بن عبد الله المعروف بابن المديني، ويحيى بن سعيد القطان، وعبيد الله بتصغير العبد هو ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، وسعيد هو المقبري يروي عن أبيه كيسان عن أبي هريرة.
والحديث أخرجه البخاري أيضا هنا عن صدقة بن الفضل وفي مناقب قريش عن محمد بن بشار. وأخرجه مسلم في المناقب عن محمد بن المثنى وزهير بن حرب وعبيد الله بن عمر. وأخرجه النسائي في التفسير عن عمر بن علي.
قوله: (أتفاهم)، يعني: أشدهم تقوى، قال الله تعالى: * (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) * (الحجرات: 31). قوله: (فيوسف نبي الله) أي: فيوسف نبي الله أشرفهم، لأن معنى الكرم هنا الشرف، وذلك من اتقى ربه عز وجل شرف لأن التقوى تحمله على أسباب العز لأنها تبعده عن الطمع في كثير من المباح، فضلا عن غيره ومن المآثم، وما ذاك إلا من أسره هواه، وادعى القرطبي: أنه يخرج من هذا الحديث أن أخوة يوسف ليسوا أنبياء، إذ لو كانوا كذلك لشاركوه في هذه المنقبة، وفيه نظر، لأنه ذكره لكونه أفضلهم لا سيما على من ادعى رسالته. قوله: (ابن نبي الله) هو يعقوب (ابن نبي الله) هو إسحاق (ابن خليل الله) هو إبراهيم، عليهم الصلاة والسلام. قوله: (فعن معادن العرب)، أي: أصولهم التي ينسبون إليها ويتفاخرون بها، وإنما جعلت معادن لما فيها من الاستعدادات المتفاوتة. فمنها: قابلة لفيض الله على مراتب المعدنيات، ومنها: غير قابلة له، وشبههم بالمعادن لأنهم أوعية للعلوم، كما أن المعادن أوعية للجواهر النفيسة، وإنما قيد بقوله: (إذا فقهوا) والحال أن كل من أسلم وكان شريفا في الجاهلية فهو خير من الذي لم يكن له الشرف فيها، لأن المعنى ليس على ذلك، فإن الوضيع العالم خير من الشريف الجاهل، والعلم يرفع كل من لم يرفع، وقوله: (فقهوا)، بكسر القاف معناه: إذا فهموا وعلموا، وهو من باب علم يعلم أعني: بكسر القاف في الماضي وبفتحها في المستقبل، وأما: فقه، بضم القاف: يفقه، كذلك فمعناه: صار فقيها عالما، والفقه في العرف خاص بعلم الشريعة، ويختص بعلم الفروع.
قال أبو أسامة ومعتمر عن عبيد الله عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أشار بهذا التعليق عن أبي أسامة حماد بن أسامة وعن معتمر بن سليمان بن طرخان إلى أنهما خالفا يحيى بن سعيد القطان في الإسناد حيث لم يرويا إلا عن سعيد عن أبي هريرة، ولم يذكرا الأب بخلاف يحيى فإنه قال: عن سعيد عن أبي هريرة. أما تعليق أبي أسامة فإن البخاري وصله في قصة يوسف عن عبيد بن إسماعيل عن أبي أسامة حماد بن أسامة. وأما تعليق معتمر فوصله في قصة يعقوب عن إسحاق بن إبراهيم عن المعتمر بن سليمان عن عبيد الله.
4533 حدثنا مؤمل حدثنا إسماعيل حدثنا عوف حدثنا أبو رجاء حدثنا سمرة قال قال رسول الله
(٢٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 ... » »»