عمدة القاري - العيني - ج ١٥ - الصفحة ٢٤٦
صلى الله عليه وسلم أتاني الليلة آتيان فأتينا على رجل طويل لا أكاد أرى رأسه طولا في السماء وإنه إبراهيم صلى الله عليه وسلم..
مطابقته للترجمة في قوله: (وإنه إبراهيم) والحديث مضى في آخر كتاب الجنائز مطولا عن موسى بن إسماعيل عن جرير ابن أبي حازم عن أبي رجاء عن سمرة، وهنا أخرجه: عن مؤمل بلفظ اسم المفعول من التأميل ابن هشام البصري، ختن إسماعيل بن علية، والراوي عنه عن عوف الأعرابي عن أبي رجاء عمران العطاردي عن سمرة بن جندب. قوله: (فأتينا) أي: فذهبا بي حتى أتينا.
5533 حدثني بيان بن عمر و حدثنا النضر أخبرنا ابن عون عن مجاهد أنه سمع ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وذكروا له الدجال بيني عينيه مكتوب كافر أو ك ف ر قال لم أسمعه ولكنه قال أما إبراهيم فانظروا إلى صاحبكم وأما موسى فجعد آدم على جمل أحمر مخطوم بخلبة كأني أنظر إليه انحدر في الوادي يكبر. (انظر الحديث 2551 وطرفه).
مطابقته للترجمة في قوله: (أما إبراهيم، عليه الصلاة والسلام) وبيان، بفتح الباء الموحدة وتخفيف الياء آخر الحروف: ابن عمر، وأبو محمد البخاري وهو من أفراده، والنضر، بفتح النون وسكون الضاد المعجمة: ابن شميل، وابن عون هو عبد الله بن عون.
والحديث مضى في كتاب الحج في: باب التلبية إذا انحدر من الوادي، وهنا أتم.
قوله: (وذكروا له الدجال..) إلى (قال)، جمل معترضة. قوله: (أو: ك ف ر)، وهذه الحروف إشارة إلى الكفر، والصحيح الذي عليه المحققون أن هذه الكتابة على ظاهرها، وأنها كتابة حقيقة جعلها الله تعالى علامة حسية على بطلانه تظهر لكل مؤمن كاتبا أو غير كاتب، قوله: (صاحبكم)، يريد به رسول الله، صلى الله عليه وسلم، نفسه. قوله: (فجعد)، بفتح الجيم وسكون العين المهملة، قال الكرماني ناقلا عن صاحب (التحرير): هذا يحتمل معنيين: أحدهما أن يراد به جعودة الشعر ضد السبوطة، والثاني: جعودة الجسم، وهو اجتماعه واكتنازه، وهذا أصح لأنه في بعض الروايات: أنه رجل الشعر. قوله: (آدم)، من الأدمة وهو السمرة. قوله: (مخظوم)، أي: مزموم بالخلبة، بضم الخاء المعجمة وسكون اللام وضمها وفتح الباء الموحدة، وهي الليفة. قوله: (انحدر)، فعل ماض من الانحدار وهو الهبوط. قوله: (يكبر)، جملة فعلية مضارعية وقعت حالا من موسى، عليه الصلاة والسلام.
6533 حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا مغيرة بن عبد الرحمان القرشي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اختتن إبراهيم عليه السلام وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم. (الحديث 6533 طرفه في: 8926).
مطابقته للترجمة في قوله: (إبراهيم، عليه الصلاة والسلام). وأبو الزناد عبد الله بن ذكوان، والأعرج عبد الرحمن بن هرمز.
والحديث أخرجه البخاري أيضا في الاستئذان عن قتيبة أيضا. وأخرجه مسلم في أحاديث الأنبياء، عليهم الصلاة والسلام، عن قتيبة به.
قوله: (وهو ابن ثمانين سنة)، جملة حالية، قال عياض: جاء هذا الحديث من رواية مالك والأوزاعي، وهو ابن مائة وعشرين سنة، وعاش بعد ذلك ثمانين سنة إلا أن مالكا ومن تبعه وقفوه على أبي هريرة، وقال النووي: وهو متأول أو مردود. قلت: قد أخرجه ابن حبان في (صحيحه) مرفوعا، وحكى الماوردي أنه اختتن وهو ابن سبعين سنة، وقال ابن قتيبة: عاش مائة وسبعين سنة، وقد ذكرنا الخلاف فيه فيما مضى عن قريب. قوله: (بالقدوم)، في رواية الأصيلي والقابسي بالتشديد، وقال الكرماني: روى بتخفيف الدال وتشديدها، فقيل آلة النجار، يقال لها: القدوم، بالتخفيف لا غير، وأما القدوم الذي هو مكان بالشام ففيه التشديد والتخفيف، فمن رواه بالتشديد أراد القرية، ومن روى بالتخفيف فيحتمل القرية والآلة، والأكثرون على التخفيف وإرادة الآلة، ونستقصي الكلام فيه عن قريب، ولما اختتن إبراهيم صار
(٢٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 ... » »»