عمدة القاري - العيني - ج ١٥ - الصفحة ٢٣
مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: (إن الله قد خص رسوله) إلى قوله: (فكانت هذه خالصة لرسول الله، صلى الله عليه وسلم) لا من جملة ما سألت فاطمة، رضي الله تعالى عنها، ما بقي من خمس خيبر، وكان علي وعباس يختصمان في الفيء الذي خص الله تعالى نبيه بذلك كما سيجيء بيان ذلك أن قي الفيء خص رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء دون غيره وحقه في الفيء من أموال بني النضير كانت له خاصة حين أجلاهم، وكذا نصف أرض فدك، صالح أهلها بعد فتح خيبر على نصف أرضها فكانت خالصة له، وكذا ثلث أرض وادي القرى، أخذه في الصلح حين صالح اليهود، وكذا حصنان من حصون خيبر: الوطيح والسلالم، أخذهما صلحا، ومنها: سهمه من خمس خيبر وما افتتح منها عنوة فكان هذا ملكا له خاصة لا حق لأحد فيها.
ذكر رجاله وهم خمسة: الأول: إسحاق بن محمد الفروي، بفتح الفاء وسكون الراء وبالواو. وقال الغساني: وفي بعض النسخ: محمد بن إسحاق وهو خطأ. الثاني: مالك بن أنس. الثالث: محمد بن مسلم بن شهاب الزهري. الرابع: مالك ابن أوس، بفتح الهمزة وسكون الواو وبالسين المهملة: ابن الحدثان، بالمهملتين المفتوحتين وبالثاء المثلثة: ابن عوف بن ربيعة النصري من بني نصر بن معاوية، يكنى أبا سعيد، زعم أحمد بن صالح المصري وكان من جملة أهل هذا الشان: أن له صحبة، وقال سلمة بن وردان: رأيت جماعة من أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فذكرهم وذكر فيهم مالك بن أوس بن الحدثان النصري، وقال أبو عمر: لا أحفظ له صحبة أكثر مما ذكرت، ولا أعلم له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأما روايته عن عمر، رضي الله تعالى عنه، فأكثر من أن تذكر، وروى عن العشرة المهاجرين وعن العباس بن عبد المطلب، روى عنه محمد بن جبير بن مطعم والزهري ومحمد بن المنكدر وآخرون، مات بالمدينة سنة اثنتين وتسعين وهو ابن أربع وتسعين سنة. الخامس: محمد بن جبير، بضم الجيم وفتح الباء الموحدة: ابن مطعم بن عدي بن نوفل بن عدي بن عبد مناف القرشي المديني، مات بالمدينة زمن عمر بن عبد العزيز، رضي الله تعالى عنه.
ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره: أخرجه البخاري أيضا في النفقات عن سعيد بن عفير وفي الاعتصام عن عبد الله بن يوسف وفي الفرائض عن يحيى بن بكير، وأخرجه مسلم في المغازي عن عبد الله بن أسماء وعن إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن رافع وعبد بن حميد. وأخرجه أبو داود في الخراج عن الحسن بن علي الخلال ومحمد بن يحيى بن فارس وعن محمد ابن عبيد. وأخرجه الترمذي في السير عن الحسن بن علي الخلال به. وأخرجه النسائي في الفرائض عن عمرو بن علي وفي قسم الفيء عن علي بن حجر وفي التفسير عن محمد بن عبد الأعلى.
ذكر معناه: قوله: (حتى أدخل)، يجوز فيه ضم اللام وفتحها، فوجه الضم هو أن تكون: حتى، عاطفة والمعنى: انطلقت فدخلت، ووجه الفتح هو أن تكون: حتى، بمعنى: كي، ومثله قوله تعالى: * (وزلزلوا حتى يقول الرسول) * (البقرة: 412). قوله: (بينا)، قد مر غير مرة أن أصله: بين، فأشبعت فتحة النون بالألف وربما تزاد فيه الميم، فيقال: بينما، وهما ظرفا زمان ويضافان إلى جملة اسمية وفعلية ويحتاجان إلى جواب يتم به المعنى، وجوابه هو قوله: إذا رسول عمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنه، والأفصح أن لا يكون في جوابهما إذ وإذا. قوله: (حين متع النهار)، بالميم والتاء المثناة من فوق والعين المهملة المفتوحات، ومعناه: حين ارتفع وطال ارتفاعه. وقال صاحب (العين): متع النهار متوعا، وذلك قبل الزوال، وقيل: معناه طال وعلا، وامتع الشيء: طالت مدته، ومنه في الدعاء: أمتعني الله بك، وقيل: معناه نفعني الله بك، وقال الداودي: متع صار قرب نصف النهار، وفي رواية أبي داود أرسل علي عمر، رضي الله تعالى عنه، حين تعالى النهار، وفي رواية مسلم: أرسل إلي عمر بن الخطاب فجئته حين تعالى النهار. قوله: (على رمال سرير)، الرمال بكسر الراء وضمها ما ينسج من سعف النخل ليضطجع عليه، ويقال: رمل سريره وأرمله إذا رمل شريطا أو غيره فجعله ظهرا. وقيل: رمال السرير: ما مد على وجهه من خيوط وشريط ونحوهما، وفي رواية أبي داود فجئته فوجدته في بيته جالسا على سرير مفضيا إلى رماله، وفي رواية مسلم: فوجدته في بيته جالسا على سريره مفضيا إلى رماله متكئا على وسادة من أدم. قوله: (مفضيا إلى رماله)، يعني: ليس بينه وبين رماله شيء، وإنما قال هذا لأن
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»