وفي رواية البزار صرخ ديك قريب من رسول الله فقال رجل اللهم العنه فقال النبي ' مه كلا إنه يدعو إلى الصلاة ' وللديك خاصية ليست لغيره من معرفة الوقت الليلي فإنه يقسط أصواته فيها تقسيطا لا يكاد يخطأ ويوالي صياحه قبل الفجر وبعده سواء طال الليل أو قصر * وفيه دلالة أن الله تعالى جعل للديك إدراكا وكذلك جعل للحمير وإن كل نوع من الملائكة والشياطين موجود قطعا قوله ' نهيق الحمار ' وهو صوته المنكر وإنما أمر بالتعوذ عنده لحضور الشيطان فيخاف من شره فيتعوذ منه وروى أبو موسى الأصبهاني في ترغيبه من حديث أبي رافع قال قال رسول الله ' لا ينهق الحمار حتى يرى شيطانا أو يمثل له شيطان فإذا كان كذلك فاذكروا الله تعالى وصلوا علي ' (فائدة) قال الداودي ينبغي أن يتعلم من الديك خمسة أشياء حسن الصوت. والقيام بالسحر. والسخاء. والغيرة. وكثرة النكاح 105 - (حدثنا إسحاق قال أخبرنا روح قال أخبرنا ابن جريج قال أخبرني عطاء سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ فإذا ذهب ساعة من الليل فحلوهم وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا * قال وأخبرني عمرو بن دينار سمع جابر بن عبد الله نحو ما أخبرني عطاء ولم يذكر واذكروا اسم الله) إسحاق هذا هو ابن راهويه كما عند أبي نعيم وقال الكرماني هو إسحاق بن منصور (قلت) هو ابن منصور بن كوسج أبو يعقوب المروزي وقد حدث كل من إسحاق بن راهويه وإسحاق بن منصور عن روح بن عبادة فيحتمل أن يكون إسحق هذا الذي ذكره مجردا إسحاق بن راهويه أو يكون إسحق بن منصور والظاهر أنه إسحق بن منصور لأن البخاري قال في باب ذكر الجن وتفسير البقرة والرقاق حدثنا إسحاق حدثنا روح وحدث في الصلاة في موضعين وفي الأشربة في غير موضع عن إسحاق بن منصور عن روح وحدث في تفسير سورة الأحزاب وسورة (ص) عن إسحاق بن إبراهيم عن روح وهو إسحاق بن راهويه وابن جريج هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج وعطاء هو ابن أبي رباح والحديث قد مر عن قريب في باب صفة إبليس من وجه آخر فإنه رواه عن يحيى بن جعفر عن محمد بن عبد الله الأنصاري عن ابن جريج إلى آخره وبين متنيهما مغايرة بزيادة ونقصان وقد مر الكلام فيه هناك قوله ' قال وأخبرني عمرو بن دينار ' أي قال ابن جريج وأخبرني عمرو بن دينار بهذا الحديث عن جابر بن عبد الله ولم يذكر فيه واذكروا اسم الله كما ذكر عطاء في روايته عن جابر رضي الله تعالى عنه 106 - (حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب عن خالد عن محمد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال فقدت أمة من بني إسرائيل ولا يدرى ما فعلت وإني لا أراها إلا الفأر إذا وضع لها ألبان الإبل لم تشرب وإذا وضع لها ألبان الشاء شربت فحدثت كعبا فقال أنت سمعت النبي يقوله قلت نعم قال لي مرارا فقلت أفأقرأ التوراة) وهيب بالتصغير هو ابن خالد وخالد هو الحذاء ومحمد هو ابن سيرين وهؤلاء كلهم بصريون والحديث أخرجه مسلم في آخر الكتاب عن إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن المثنى ومحمد بن عبد الله الأزدي قوله ' فقدت أمة ' أي طائفة منهم فقدوا لا يدرى ما وقع لهم قوله ' وإني لا أراها ' أي لا أظنها مسخها الله إلا الفأر وهو جمع فأرة قوله ' إذا وضع لها إلى قوله شربت ' دليل على أن التي مسخت هي الفأر أن بني إسرائيل لم يكونوا يشربون ألبان الإبل والفأر أيضا لا يضربها وقال
(١٩٣)