(ثم كبر الرابعة)، أي: التكبيرة الرابعة. وقال ابن حبيب: إذا ترك بعض التكبير جهلا أو نسيانا أتم ما بقي من التكبير، وإن رفعت إذا كان بقرب ذلك فإن طال ولم تدفن أعيدت الصلاة عليها. وإن دفنت تركت، وفي (العتيبية) نحوه عن مالك، وقال صاحب (التوضيح): وعندنا خلاف في البطلان إذا رفعت في أثناء الصلاة، والأصح الصحة، وإن صلى عليها قبل وضعها ففي الصحة وجهان، وعندنا كل تكبيرة قائمة مقام ركعة حتى لو ترك تكبيرة منها لا تجوز صلاته. كما لو ترك ركعة، ولهذا قيل أربع كأربع الظهر، والمسبوق بتكبيرة أو أكثر يقضيها بعد السلام، ما لم ترفع الجنازة، ولو رفعت بالأيدي ولم توضع على الأكتاف يكبر في ظاهر الرواية، وعن محمد: إن كانت إلى الأرض أقرب يكبر، وإن كانت إلى الأكتاف أقرب لا يكبر. وقيل: لا يقطع حتى يتباعد. وفي (الأشراف): قال ابن المسيب وعطاء والنخعي والزهري وابن سيرين والثوري وقتادة ومالك وأحمد في رواية وإسحاق والشافعي: المسبوق يقضي ما فاته متتابعا قبل أن ترفع الجنازة، فإذا رفعت سلم وانصرف، كقول أصحابنا، قال ابن المنذر: وبه أقول: وقال ابن عمر: لا يقضي ما فاته من التكبير، وبه قال الحسن البصري والسختياني والأوزاعي وأحمد في رواية، ولو جاء وكبر الإمام أربعا ولم يسلم لم يدخل معه وفاتته الصلاة، وعند أبي يوسف والشافعي: يدخل معه ويأتي بالتكبيرات نسقا إن خاف رفع الجنازة. وفي (المحيط): وعليه الفتوى.
3331 حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه وخرج بهم إلى المصلى فصف بهم وكبر عليه أربع تكبيرات.
.
مطابقته للترجمة ظاهرة والحديث قد مضى في باب الصفوف على الجنازة.
4331 حدثنا محمد بن سنان قال حدثنا سليم بن حبان قال حدثنا سعيد بن ميناء عن جابر رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على أصحمة النجاشي فكبر أربعا.
.
مطابقته للترجمة ظاهرة مثل الذي قبله.
ذكر رجاله: وهم أربعة: الأول: محمد بن سنان، بكسر السين المهملة وتخفيف النون الأولى: أبو بكر الكوفي، مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين. الثاني: سليم، بفتح السين المهملة وكسر اللام: ابن حبان، بفتح الحاء المهملة وتشديد الياء آخر الحروف منصرفا وغير منصرف: ابن بسطام الهذلي. الثالث: سعيد بن ميناء، بكسر الميم وسكون الياء آخر الحروف وبالنون وبالمد والقصر: أبو الوليد. الرابع: جابر بن عبد الله.
ذكر لطائف إسناده: فيه: التحديث بصيغة الجمع في ثلاثة مواضع. وفيه: العنعنة في موضع واحد. وفيه: أن شيخه من أفراده. وفيه: أن سليمان بصري وليس في الصحيحين سليم، بالفتح غيره، وسعيد بن ميناء مكي.
وأخرجه مسلم في الجنائز عن أبي بكر بن أبي شيبة.
ذكر معناه: قوله: (على أصحمة)، بفتح الهمزة وسكون الصاد المهملة وفتح الحاء المهملة، ومعناه بالعربية: عطية، وهو اسم ذلك الملك الصالح. قوله: (فكبر أربعا) أي: أربع تكبيرات.
وقال يزيد بن هارون وعبد الصمعد عن سليم أصحمة يزيد من الزيادة: ابن هارون الواسطي، وعبد الصمد عبد الوارث أي: قال، يزيد وعبد الصمد مما روياه عن سليم المذكور بأسناده إلى جابر، رحمه الله تعالى: أصحمة، ووقع في رواية المستملي: وقال يزيد عن سليم أصحمة، ورواية يزيد هذه وصلها البخاري، رضي الله تعالى عنه، في هجرة الحبشة عن أبي بكر بن أبي شيبة عنه.
وتابعه عبد الصمد أي: تابع يزيد بن هارون عبد الصمد بن عبد الوارث، ووصل روايته الإسماعيلي من طريق أحمد بن سعيد عنه، ووقع في (مصنف ابن أبي شيبة): عن يزيد: صحمة، بفتح الصاد وسكون الحاء يعني بحذف الهمزة، وحكى الإسماعيلي أن في رواية عبد الصمد