بجميع ما تملكه أنها لا تزوج عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، ثم تزوجته، فأولدها محمد الديباج. قوله: (قبة)، بضم القاف وتشديد الباء الموحدة، قال الجوهري: القبة، بالضم من البناء والجمع: قبب وقباب. وقال ابن الأثير: القبة من الخيام: بيت صغير مستدير، وهو من بيوت العرب، وضرب القبة: نصبها وإقامتها على أوتاد مضروبة في الأرض، وجاء في رواية المغيرة ابن مقسم: لما مات الحسن بن الحسن ضربت امرأته على قبره فسطاطا وأقامت عليه سنة، قال الجوهري: الفسطاط بيت من شعر، وفي (المغرب): هو خيمة عظيمة، وفي (الباهر): هو مضرب السلطان الكبير وهو السرادق أيضا. وقال الزمخشري: هو ضرب من الأبنية في السفر دون السرادق، وقال ابن قرقول: هو الخباء ونحوه، وقال ابن السكيت: فسطاط، بضم الفاء، وفسطاط بكسرها، وفستاط وفستاط وفساط وفساط، والجمع: فساطيط وفساسيط. وفي (الباهر): وفساتيط. قوله: (ثم رفعت) على بناء الفاعل بفتح الراء وبضمها أيضا على بناء المفعول. قوله: (فسمعت) ويروى: (فسمعوا)، قوله: (ما فقدوا) ويروى (ما طلبوا) قوله: (فأجابه آخر) أي: صائح آخر، وقال ابن التين: يحتمل أن يكون هذان الصائحان من مؤمني الجن أو من الملائكة.
0331 حدثنا عبيد الله بن موسى ا عن شيبان عن هلال هو الوزان عن عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في مرضه الذي مات فيه لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدا قالت ولولا ذالك لأبرزوا قبره غير أني أخشى أن يتخذ مسجدا.
.
مطابقته للترجمة من حيث التلازم، وذلك أن الترجمة اتخاذ المسجد على القبر، ومدلول الحديث اتخاذ القبر مسجداولكنهما متلازمان، وإن كان مفهوماهما متغايران.
ذكر رجاله: وهم خمسة: الأول: عبيد الله بن موسى أبو محمد العبسي، وقد مر غير مرة. الثاني: شيبان، بفتح الشين المعجمة وسكون الياء آخر الحروف بعدها الباء الموحدة: ابن عبد الرحمن التميمي النحوي. الثالث: هلال بن حميد، ويقال ابن عبد الله الوزان. الرابع: عروة بن الزبير بن العوام. الخامس: عائشة أم المؤمنين.
ذكر لطائف إسناده: فيه: التحديث بصيغة الجمع في موضع وفي العنعنة في أربعة مواضع أن شيخه بصري سكن الكوفة، وشيبان وهلال كوفيان وعروة مدني. وفيه: أن هلالا مذكور بصنعته المشهور أنه ابن أبي حمد، وكذا وقع منسوبا عند ابن أبي شيبة والإسماعيلي وغيرهما. وقيل: قال البخاري في (تاريخه): قال وكيع: هلال بن حميد، وقال مرة: هلال بن عبد الله، ولا يصح قلت: وقال ابن أبي حاتم: هلال بن مقلاص.
ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره: أخرجه البخاري في الجنائز أيضا عن موسى بن إسماعيل، وأخرجه في المغازي عن الصلت بن محمد. وأخرجه مسلم في الصلاة عن أبي بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد، كلاهما عن هاشم ابن القاسم عن شيبان به.
ذكر معناه: قوله: (في مرضه)، إنما قاله في مرضه تحذيرا مما صنعوه. قوله: (لعن الله)، اللعن: الطرد والإبعاد، فهم مطرودون ومبعودون من الرحمة، ولعنوا بكفرهم. قوله: (مسجدا)، وفي رواية الكشميهني: (مساجدا). قوله: (لولا ذلك لأبرز) حاصله: لولا خشية الاتخاذ لأبرز قبره، أي: لكشف قبر النبي صلى الله عليه وسلم ولم يتخذ عليه الحائل، ولكن خشية الاتخاذ موجودة، فامتنع الإبراز، لأن: لولا، لامتناع الشيء لوجود غيره، وهذا قالته عائشة قبل أن يوسع المسجد، ولهذا لما وسع المسجد جعلت حجرتها مثلثة الشكل محددة حتى لا يتأتى لأحد أن يصلي إلى جهة القبر مع استقبال القبلة، وفي رواية: (لأبرزوا)، بلفظ الجمع أي: لكشفوا قبره كشفا ظاهرا من غير بناء بني عليه يمنع من الدخول إليه. قوله: (غير أنه خشي) والهاء في أنه ضمير الشأن، وخشي على صيغة المجهول، وكذا في رواية مسلم، وفي رواية (خشي) على بناء المعلوم، فعلى هذا الضمير في: أنه، يرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم أي: إن النبي صلى الله عليه وسلم خشي أن يتخذ قبره مسجدا وأمرهم بترك الإبراز. وفي رواية: (إني أخشى)، وهذه تقتضي أنها هي التي منعت من إبرازه.
ومما