عمدة القاري - العيني - ج ٨ - الصفحة ٩٣
حدثنا الحكم بن موسى القنطري، قال: حدثنا يحيى بن حمزة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أن القاسم بن مخيمرة حديثه، قال: حدثني أبو بردة بن أبي موسى الحديث، وكذا وصله ابن حبان، رضي الله تعالى عنه، فقال: أخبرنا أبو يعلى حدثنا الحكم.. إلى آخره.
ذكر معناه: قوله: (وجع أبو موسى)، بكسر الجيم، أي: مرض. قوله: (وجعا)، بفتح الجيم أيضا مصدر، وقد مر الكلام فيه عن قريب، ويروى: (وجعا شديدا). قوله: (فأغمي عليه)، ويروى (فغشي عليه). قوله: (ورأسه في حجر امرأة)، الواو فيه للحال، والحجر، بفتح الحاء وكسرها. وقال الجوهري: جمعه حجور. وفي (المحكم): حجره وحجره: حضنه، وفي رواية لمسلم: (أغمي على أبي موسى وأقبلت امرأته أم عبد الله تصيح برنة..) وذكر في كتاب النسائي امرأة أبي موسى هي: أم عبد الله بنت أبي دومة، وذكر عمر بن شبة في (تاريخ البصرة) أن اسمها: صفية بنت دمون، وأنها والدة أبي بردة بن موسى، وأن ذلك وقع حيث كان أبو موسى أميرا على البصرة من قبل عمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنه. قوله: (إني بريء) وفي رواية الكشميهني: (أنا بريء)، وكذا في رواية مسلم. قوله: (ممن بريء منه محمد)، ويروى: (ممن بريء منه رسول الله صلى الله عليه وسلم) وأصل البراءة: الانفصال، وهو يحتمل أن يراد به ظاهره، وهو البراءة من فاعل ذلك الفعل، وقال المهلب بريء منه، أي: أنه لم يرض بفعله فهو منه بريء في وقت ذلك الفعل، لا أنه بريء من الإسلام. قوله: (من الصالقة)، الصالقة والسالقة لغتان هي التي ترفع صوتها عند المصيبة. وفي (المحكم): الصلقة والصلق والصلق: الصياح، والولولة، وقد صلقوا وأصلقوا، وصوت صلاق ومصلاق شديد. وعن ابن الأعرابي: الصلق ضرب الوجه. قوله: (والحالقة) التي: تحلق شعرها. قوله: (والشاقة) التي: تشق ثيابها عند المصيبة. وفي رواية لمسلم من طريق أبي صخرة: (أنا بريء ممن حلق وسلق وخرق). أي: حلق شعره، وسلق صوته، أي: رفعه، وخرق ثوبه. وقال النووي: الندب والنياحة ولطم الخد وشق الجيب وخمش الوجه ونشر الشعر والدعاء بالويل والثبور، كلها محرم باتفاق الأصحاب، ووقع في كلام بعضهم لفظ الكراهة؟ قلت: هذه كلها حرام عندنا، والذي يذكره بالكراهة فمراده كراهة التحريم.
83 ((باب ليس منا من ضرب الخدود)) أي: هذا باب يذكر فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ليس منا من ضرب الخدود.
7921 حدثني محمد بن بشار قال حدثنا عبد الرحمان قال حدثنا سفيان عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية.
مطابقته للترجمة في قوله: (من ضرب الخدود)، وحديث الباب مشتمل على ثلاثة أشياء، وترجم هنا بالجزء الأول، كما ترجم في الباب الذي قبله ببابين بالجزء الثاني من هذا الحديث بعينه، وقد ذكرنا هناك وجهه. وقد أخرجه هناك: عن أبي نعيم عن سفيان إلى آخره، وههنا أخرجه: عن محمد بن بشار عن عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري عن سليمان الأعمش إلى آخره، وقد مر الكلام فيه هناك.
93 ((باب ما ينهى من الويل ودعوى الجاهلية عند المصيبة)) أي: هذا باب في بيان النهي من الويل، وكلمة: ما، مصدرية، والويل أن يقول عند المصيبة: وا ويلاه، هذه الترجمة مع حديثها ليست بموجوده عند الكشميهني، وثبتت عند الباقين.
8921 حدثنا عمر بن حفص قال حدثنا أبي قال حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله رضي الله تعالى عنه. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية.
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»