عمدة القاري - العيني - ج ٨ - الصفحة ٢١٦
في النوم، والرؤية في اليقظة. وقد قيل: إن الرؤيا أيضا تكون في اليقظة، وعليه تفسير الجمهور في قوله سبحانه وتعالى: * (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس) * (يوسف:...). أن الرؤيا ههنا في اليقظة، وتكتب بالألف كراهة اجتماع الياءين. قوله: (فإذا رجل) كلمة: إذا، للمفاجأة. قوله: (كلوب)، بفتح الكاف وضم اللام المشددة، وهو: الحديدة التي ينشل بها اللحم عن القدر، وكذلك الكلاب، وكذا وقع في رواية الطبراني. قوله: (من حديد)، كلمة: من، للبيان كما في قولك: خاتم من فضة. قوله: (قال بعض أصحابنا عن موسى)، وهو موسى بن إسماعيل شيخ البخاري المذكور في أول الحديث، وهذا البعض مبهم، ولكن لا يضر لما عرف من عادة البخاري أنه لا يروى إلا عن العدل الذي بشرطه، فلا بأس بجهل اسمه. وقال الكرماني: فإن قلت: لم ما صرح باسمه حتى لا يلزم التدليس؟ قلت: لعله نسي اسمه أو لغرض آخر. فإن قلت: ما المقدار الذي هو مقول بعض الأصحاب؟ قلت: كلوب من حديد. فإن قلت: فعلى رواية غيرة لا يتم الكلام إذا لم يذكر ما بيده؟ قلت: محذوف كأنه قال: بيده شيء فسره بعض الأصحاب بأنه كلوب. قوله: (أنه) أي: أن ذلك الرجل الذي في يده الكلوب. قوله: (يدخل)، بضم الياء من الإدخال. قوله: (الكلوب) منصوب به. قوله: (في شدقه) بكسر الشين: جانب الفم. قوله: (حتى يثلغ قفاه)، من ثلغ يثلغ بفتح اللام فيهما ثلغا، ومادته ثاء مثلثة ولام وغين معجمة، والثلغ: الشدخ. وقيل: هو ضربك الشيء الرطب بالشيء اليابس حتى يتشدخ. قوله: (مثل ذلك) أي: مثل ما فعل بشدقه الأول. قوله: (ورجل قائم)، جملة حالية. قوله: (بفهر)، بكسر الفاء وسكون الهاء وفي آخره راء: وهو الحجر ملء الكف. وقيل: هو الحجر مطلقا. قوله: (فيشدخ)، من الشدخ، وهو: كسر الشيء الأجوف. تقول: شدخت رأسه فانشدخ، ومادته: شين معجمة ودال مهملة وخاء معجمة. قوله: (تدهده الحجر) أي: تدحرج وهو على وزن: تفعلل، من مزيد الرباعي ورباعيه: دهده، على وزن: فعلل. يقال: دهدهت الحجر إذا دحرجته. ويقال: أيضا: دهيدته. وقال الجوهري: قد تبدل من الهاء ياء، فيقال: تدهدى الحجر وغيره تدهديا، ودهديته أنا أدهديه دهدأة ودهداء: إذا دحرجته. قوله: (إلى ثقب)، بفتح الثاء المثلثة ويروى بالنون وفي (المطالع): وعند الأصيلي: نقب، بالنون وفتح القاف وهو بمعنى: ثقب، بالثاء المثلثة. قوله: (مثل التنور)، بفتح التاء المثناة من فوق وتشديد النون المضمومة وفي آخره راء، وهذه اللفظة من الغرائب حيث توافق فيها جميع اللغات، وهو الذي يخبز فيه. قوله: (يتوقد تحته نارا)، الضمير في يتوقد يرجع إلى الثقب، و: نارا، منصوب على التمييز كما يقال: مررت بامرأة يتضوع من أردانها طيبا، أي: يتضوع طيبها من أردانها. ويروى: نار، بالرفع على أنه فاعل: يتوقد. قوله: (فإذا اقترب ارتفعوا)، من القرب، كذا في رواية أبي ذر والأصيلي، والضمير في اقترب يرجع إلى الوقود أو الحر الدال عليه. قوله: (يتوقد)، وفي رواية القابسي وابن السكن وعبدوس: (فإذا افترت)، بالفاء والتاء المثناة من فوق أي: فإذا أخمدت، وأصله من الفترة وهو الانكسار والضعف، وقد فتر الحر وغيره يفتر فتورا، وفتره الله تفتيرا. وقال ابن التين: بالقاف، قترت، ومعناه: ارتفعت من القترة وهو الغبار، وقال الجوهري: قتر اللحم يقتر بالكسر إذا ارتفع قتارها، وقتر اللحم بالكسر لغة فيه حكاها أبو عمرو. وقال: والقتار ريح الشواء، وقال ابن التين: وأما فترت بالفاء فما علمت له وجها لأن بعده: فإذا خمدت رجعوا، ومعنى: خمدت وفترت واحد، وعند النسفي: إذا أوقدت ارتفعوا. وقال الطيبي في (شرح المشكاة): فإذا ارتقت من الارتقاء وهو الصعود، ثم قال: كذا في الحميدي و (جامع الأصول)، ثم قال: وهو الصحيح دراية ورواية قوله: (ارتفعوا) جواب: إذا، والضمير الذي فيه يرجع إلى الناس، بدلالة سياق الكلام. قوله: (حتى كاد أن يخرجوا) أي: كاد خروجهم، والخبر محذوف أي: حتى كاد خروجهم يتحقق. قال الطيبي: وفي (نسخ المصابيح) حتى يكادوا يخرجوا، وحقه إثبات النون، اللهم إلا أن يتمحل ويقدر: أن يخرجوا، تشبيها لكاد بعسى، ثم حذف: أن، وترك على حاله، وفي (التوضيح): وروى بإثبات النون. قوله: قال يزيد ووهب بن جرير عن جرير بن حازم: (وعلى شط النهر رجل)، وهذا التعليق من يزيد بن هارون، ووهب ثبت في رواية أبي ذر كما جاء في التعبير: على شط النهر رجل، أما التعليق عن يزيد فوصله أحمد عنه وساق الحديث بطوله، وفيه: (فإذا نهر من دم فيه رجل، وعلى شط النهر رجل). وأما التعليق عن جرير بن حازم فوصله أبو عوانة في (صحيحه) من طريقه، وفيه: (حتى ينتهى إلى نهر من دم ورجل قائم في وسطه ورجل على شاطىء النهر). قوله: (في فيه) أي: في فمه. قوله: (فجعل كلما جاء ليخرج وقع) خبر: جعل،
(٢١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 ... » »»