عمدة القاري - العيني - ج ٦ - الصفحة ٨٠
المذكور إليهما قوله ' يدعو ' قال الكرماني هو خبر آخر أو هو عطف على بقول بدون حرف العطف (قلت) الأوجه أن يكون حالا من الضمير الذي في يقول من الأحوال المقدرة قوله ' الرجال ' أي من المسلمين واللام تتعلق بقوله ' يدعو ' قوله ' فيسميهم ' الفاء فيه للتفسير قوله ' أنج ' بفتح الهمزة أمر من أنجى ينجي إنجاء والأمر في مثل هذا التماس وطلب قوله ' الوليد ' بفتح الواو وكسر اللام في اللفظين والوليد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله المخزومي أخو خالد بن الوليد أسر يوم بدر كافرا فلما أفدي أسلم فقيل له هلا أسلمت قبل أن تفتدى فقال كرهت أن يظن بي أني أسلمت جزعا فحبس بمكة ثم أفلت من أسارتهم بدعاء رسول الله ولحق برسول الله وقال الذهبي أسره عبد الله بن جحش يوم بدر وذهبوا به إلى مكة فأسلم فحبسوه بمكة وكان رسول الله يدعو له في القنوت ثم أنه نجا فتوصل إلى المدينة فمات بها في حياة رسول الله قوله ' وسلمة بن هشام ' بالنصب عطفا على ما قبله أي أنج سلمة بن هشام بن المغيرة المذكور آنفا أخو أبي جهل وكان قديم الإسلام وعذب في الله ومنعوه أن يهاجر إلى المدينة قال الذهبي هاجر إلى الحبشة ثم قدم مكة فمنعوه من الهجرة وعذبوه ثم هاجر بعد الخندق وشهد مؤتة واستشهد بمرج الصفرة وقيل بأجنادين قوله ' وعياش ' بفتح العين وتشديد الياء آخر الحروف وبعد الألف شين معجمة ابن أبي ربيعة واسم أبي ربيعة عمرو بن المغيرة المذكور وهو أخو أبي جهل أيضا لأمه أسلم قديما وأوثقه أبو جهل بمكة قتل يوم اليرموك بالشام وهؤلاء الثلاثة أسباط المغيرة كل واحد منهم ابن عم الآخر قوله ' والمستضعفين ' أي وأنج المستضعفين من المؤمنين وهو من قبيل عطف العام على الخاص عكس قوله ' وملائكته وجبريل ' قوله ' اشدد ' بضم الهمزة أمر من شد قوله ' وطأتك ' بفتح الواو وسكون الطاء المهملة وفتح الهمزة من الوطء وهو الدوس بالقدم في الأصل ومعناه ههنا خذهم أخذا شديدا ومنه قول الشاعر * ووطئتنا وطأ على حنق * وطأ المقيد ثابت الهرم * وكان حماد بن سلمة يرويه اللهم اشدد وطأتك على مضر الوطأ الإثبات والغمز في الأرض ومضر بضم الميم وفتح الضاد المعجمة ابن نزار بن معد بن عدنان وهو شعب عظيم فيه قبائل كثيرة كقريش وهذيل وأسد وتميم وضبة ومزبنة والضباب وغيرهم ومضر شعب رسول الله واشتقاقه من اللبن المضير وهو الحامض قاله ابن دريد قوله ' اجعلها ' أي الوطأة قوله ' كسني يوسف ' أي كالسنين التي كانت في زمن يوسف عليه الصلاة والسلام مقحطة ووجه الشبه امتداد زمان المحنة والبلاء والبلوغ غاية الشدة والضراء وجمع السنة بالواو والنون شاذ من جهة أنه ليس لذوي العقول ومن جهة تغير مفرده بكسر أوله ولهذا جعل بعضهم حكمه كحكم المفردات وجعل نونه متعقب الإعراب كقول الشاعر * دعاني من نجد فإن سنينه * لعبن بنا شيبا وشيبننا مردا * (ذكر ما يستفاد منه) فيه إثبات التكبير في كل خفض ورفع إلا في رفعه من الركوع يقول سمع الله لمن حمده. وفيه في قوله ' ثم يكبر حين يركع ' إلى آخره دليل على مقارنة التكبير لهذه الحركات وبسطه عليها فيبدأ بالتكبير حين يسرع في الانتقال إلى الركوع ويمده حتى يصل إلى حد الراكعين ثم يشرع في تسبيح الركوع ويبدأ بالتكبير حين يشرع في الهوى إلى السجود ويمده حتى يضع جبهته على الأرض ثم يشرع في تسبيح السجود. وفيه يبدأ في قوله سمع الله لمن حمده حتى يشرع في الرفع من الركوع ويمده حتى ينتصب قائما. ثم هل يجمع بين التسميع والتحميد قد ذكرنا الخلاف فيه وظاهر هذا الحديث أنه يجمع بينهما وعند أبي حنيفة يكتفي بالتسميع إن كان إماما وقد مر وجهه. وفيه أنه يشرع في التكبير للقيام من التشهد الأول ويمده حتى ينتصب قائما هذا مذهب العلماء كافة إلا ما روي عن عمر بن عبد العزيز أنه كان لا يكبر للقيام من الركعتين حتى يستوي قائما وبه قال مالك وقال الخطابي فيه إثبات القنوت وأن موضعه عند الرفع من الركوع وقد قلنا أن هذا منسوخ وبينا وجهه. وقال وفيه أن تسمية الرجال بأسمائهم فيما يدعى لهم وعليهم لا تفسد الصلاة قلنا النسخ شمل الكل
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»