عمدة القاري - العيني - ج ٦ - الصفحة ٨٣
غير ذلك فيعطي ربه ما شاء من عهد وميثاق فيقدمه إلى باب الجنة فإذا بلغ بابها فرأى زهرتها وما فيها من النضرة والسرور فيسكت ما شاء الله أن يسكت فيقول يا رب أدخلني الجنة فيقول الله تعالى ويحك يا ابن آدم ما أغدرك أليس قد أعطيت العهود والميثاق أن لا تسأل غير الذي أعطيت فيقول يا رب لا تجعلني أشقى خلقك فيضحك الله عز وجل منه ثم يأذن له في دخول الجنة فيقول له تمن فيتمنى حتى إذا انقطعت أمنيته قال الله عز وجل زد من كذا وكذا أقبل يذكره ربه عز وجل حتى إذا انتهت به الأماني قال الله تعالى لك ذلك ومثله معه. قال أبو سعيد الخدري لأبي هريرة رضي الله تعالى عنهما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عز وجل لك ذلك وعشرة أمثاله قال أبو هريرة لم أحفظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قوله لك ذلك ومثله معه. قال أبو سعيد الخدري إني سمعته يقول ذلك لك وعشرة أمثاله.
مطابقته للترجمة في قوله: (وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود) إلى قوله: فيخرجون).
الصلاة جزء 6 حتى ص 83 ذكر رجاله: وهم ستة كلهم قد ذكروا غير مرة، وأبو اليمان: الحكم بن نافع، والزهري: محمد بن مسلم.
ذكر لطائف إسناده: وفيه: التحديث بصيغة الجمع في موضع واحد، وبصيغة الإخبار كذلك في موضع، وبصيغة الإفراد من الماضي في موضعين. وفيه: العنعنة في موضع. وفيه: القول في موضعين. وفيه: أن رواته ما بين حمصيين ومدنيين. وفيه: ثلاثة من التابعين، وهم: الزهري وسعيد وعطاء.
ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره: أخرجه البخاري أيضا في صفة الجنة عن أبي اليمان عن شعيب. وأخرجه مسلم في الإيمان عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي عن أبي اليمان به.
ذكر معناه وإعرابه: قوله: (هل نرى)، أي: هل نبصر، إذ لو كان بمعنى العلم لاحتاج إلى مفعول آخر، ولما كان للتقييد بيوم القيامة فائدة. قوله: (هل تمارون)، بضم التاء والراء، من المماراة من باب المفاعلة، وهي: المجادلة على مذهب الشك والريبة. وفي رواية الأصيلي، بفتح التاء والراء، وأصله: تتمارون من التماري من باب التفاعل، فحذفت إحدى التاءين كما في: * (نارا تلظى) * (الليل: 14). أصله: تتلظى، ومعنى التماري: الشك، من المرية بكسر الميم وضمها ، وقرئ بهما في قوله تعالى: * (فلا تك في مرية منه) * (هود: 17). قال ثعلب: هما لغتان، وثلاثي هذا اللفظ: مرىء معتل اللام اليائي، وقال الزمخشري: واشتقاقه من: مري الناقة، وقال الجوهري: مريت الناقة مريا إذا مسحت ضرعها لندر، وأمرت الناقة إذا أدر لبنا. قوله: (فإنكم ترونه) أي: ترون الله كذلك، أي: بلا مرية ظاهرا جليا، ولا يلزم منه المشابهة في الجهة والمقابلة وخروج الشعاع ونحوهه. لأنها أمور لازمة للرؤية عادة لا عقلا. قوله: (يحشر الناس)، ابتداء كلام مستقل بذاته. قوله: (فيقول)، أي: فيقول الله تبارك وتعالى، أو: فيقول القائل. قوله: (فليتبعه)، ويروى: (فليتبع)، بلا ضمير المفعول. قوله: (الطواغيت)، جمع طاغوت، قال ابن سيده: الطاغوت ما عبد من دون الله عز وجل، فيقع على الواحد والجمع والمذكر والمؤنث، ووزنه: فعلوت، وإنما هو: طغيوت، قدمت الياء قبل الغين وهي مفتوحة وقبلها فتحة فقلبت ألفا. انتهى. قلت: يعكر عليه. قوله: (فمنهم من يتبع الشمس ومنهم من يتبع القمر)، ووجه ذلك أنه يلزم التكرار، وقال القزاز: هو فاعول من: طغوت، وأصله: طاغوه، فحذفوا وجعلوا التاء كأنها عوض عن المحذوف، فقالوا: طاغوت، وإنما جاز فيه التذكير والتأنيث لأن العرب تسمي الكاهن والكاهنة طوغوتا، وسئل النبي صلى الله عليه وسلم، فيما رواه جابر بن عبد الله عن الطاغوت التي كانوا يتحاكمون إليها، فقال: كانت في جهينة واحدة، وفي أسلم واحدة، وفي كل حي واحدة. وقيل: الطاغوت الشيطان. وقيل: كل معبود من حجر أو غيره فهو جبت وطاغوت. وفي (الغريبين): الطاغوت الصنم. وفي (الصحاح): هو كل رأس في الضلال. وفي (المغيث): هو الشيطان أو ما زين الشيطان لهم أن يعبدوه، وفي (تفسير الطبري):
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»