تابعي ثقة. وقال ابن سعد: أمه أم ولد، وهي أم سالم وعبيد الله، وكان ثقة قليل الحديث، روى له الجماعة. السادس: عبد الله بن عمر بن الخطاب، رضي الله عنهما.
بيان لطائف إسناده: ومنها: أن في إسناده التحديث بصيغة الجمع وصيغة الإفراد والعنعنة والسماع، وفي رواية الأصيلي وكريمة: حدثني الليث حدثني عقيل، وللبخاري في التعبير: أخبرني، حمزة. ومنها: أن نصف رواته مصريون ونصفهم مدنيون. ومنها: أن فيه رواية تابعي عن تابعي.
بيان تعدد موضعه ومن آخرجه غيره: أخرجه البخاري ههنا عن سعيد بن عفير، وفي تعبير الرؤيا عن يحيى بن بكير وقتيبة، ثلاثتهم عن ليث عن عقيل. وفيه عن أبي جعفر محمد بن الصلت الكوفي، وفي فضل عمر، رضي الله عنه، عن عبدان، كلاهما، عن ابن المبارك عن يونس، وفيه عن علي بن عبد الله عن يعقوب بن إبراهيم عن أبيه عن صالح، ثلاثتهم عن الزهري عنه به. وأخرجه مسلم في الفضائل عن قتيبة به، وعن حسن الحلواني وعبد ابن حميد كلاهما عن يعقوب به، وعن حرملة عن ابن وهب عن يونس به. وأخرجه الترمذي في الرؤيا، وفي المناقب عن قتيبة به، وقال: حسن غريب. وأخرجه النسائي عن قتيبة به، وعن عبد الله بن سعد عن عمه يعقوب به، وفي المناقب عن عمرو بن عثمان عن الزبيدي عن الزهري به، وأعاده في العلم عن قتيبة.
بيان اللغات: قوله: (بقدح)، القدح، بفتحتين واحد الأقداح التي هي للشرب فيها، و: القدح؛ بكسر القاف وسكون الدال: السهم قبل أن يراش ويركب نصله، وقدح الميسر أيضا، والقدح بالكسر: ما يقدح به النار، والقدح: المغرفة. والمقديح: المغرف، والقدوح: الذباب. قوله: (الري)، بكسر الراء وتشديد الياء آخر الحروف: مصدر، يقال: رويت من الماء، بالكسر، أروي ريا بالكسر، وحكى الجوهري الفتح أيضا وقال: ريا وريا، وروي أيضا مثل: رضى رضى، وارتويت وترويت كله بمعنى. وقال غيره: يقال: روي من الماء والشراب، بكسر الواو ويروى بفتحها: ريا، بالكسر في الاسم والمصدر، قال القاضي: وحكى الداودي الفتح في المصدر، وأما في الرواية فعكسه، تقول: رويت الحديث أرويه رواية، بالفتح في الماضي والكسر في المستقبل، والرواء من الماء ما يروي إذا مددت فتحت الراء، وإذا كسرت قصرت. قلت: الري: أصله الروي اجتمعت الواو والياء، وسبقت إحداهما بالسكون، فأبدلت الياء من الواو وأدغمت الياء في الياء. قوله: (في أظفاري): جمع ظفر. وقال ابن دريد: الظفر ظفر الإنسان، والجمع أظفار، ولا تقول: ظفر، بالكسر. وإن كانت العامة قد أولعت به، وتجمع أظفار على أظافير. قال: وقال قوم: بل الأظافير جمع أظفور، والظفر والأظفور سواء، وأظفار الإبل مناسمها، وأظفار السباع براثنها.
بيان الإعراب: قوله: (بينا)، قد مر غير مرة أن أصله: بين، فاشبعت الفتحة فصارت ألفا، وقد تدخل عليها: ما، فيقال: بينما. وقوله: أنا، مبتدأ، و: نائم، خبره. قوله: (أتيت)، على صيغة المجهول، وهو جواب: بينا، وعامل فيه. والأصمعي لا يستفصح إلا طرح إذ وإذا منه، كما ذكرناه. قوله: (بقدح لبن) كلام إضافي يتعلق بأتيت. قوله: (فشربت) عطف على: أتيت. قوله: (حتى) إما ابتدائية وإما جارة، فعلى الأول: أتى بكسر الهمزة، وعلى الثاني بفتحها، وياء المتكلم اسم: إن، وخبره قوله: لأري الري)، واللام فيه للتأكيد. وقال بعضهم: اللام جواب قسم محذوف. قلت: هذا ليس بصحيح، ليس هنا قسم صريح ولا مقدر، ولا يصح التقدير، وإنما هذه اللام هي اللام الداخلة في خبر إن للتأكيد، كما في قولك: إن زيدا لقائم. وقوله: اري، إن كان من الرؤية، بمعنى: العلم يقتضي مفعولين، أحدهما هو قوله: الري، والآخر هو قوله (يخرج في أظفاري). وإن كان من الرؤية، بمعنى: الإبصار، لا يقتضي إلا مفعولا واحدا وهو قوله: (الري). وقوله: (يخرج) حينئذ يكون حالا من: اللبن، ويكون الضمير فيه راجعا إليه، ويجوز أن يكون حالا من: الري، تجوزا، ويكون الضمير راجعا إليه. قوله: (وفي أظفاري) وفي رواية ابن عساكر: (من أظفاري)، وفي رواية البخاري في التعبير: (من أطرافي)، والكل بمعنى: في الحقيقة، فإن قلت: يخرج من أظفاري ظاهر، فما معنى قوله: يخرج في أظفاري؟ قلت: يجوز أن تكون: في، ههنا بمعنى: على، أي: على أظفاري، كما في قوله تعالى: * (ولأصلبنكم في جذوع النخل) * (طه: 71) أي: عليها، ويكون بمعنى: يظهر عليها، والظفر إما منشأ الخروج أو ظرفه. قوله: (ثم أعطيت) عطف على قوله: (فشربت)، وهي جملة من الفعل والفاعل. وقوله: (فضلي) كلام إضافي، مفعوله الأول، وقوله: عمر بن الخطاب، مفعوله الثاني. قوله: (فما أولته) كلمة ما استفهامية، وأولته جملة من الفعل