أوكيته إيكاء فهو موكى، مقصور، والفعل منه معتل اللام بالياء، يقال: أوكى على ماء في سقائه أي: شده بالوكاء، ومنه أوكوا قربكم، وأوكى يوكي مثل: أعطى يعطي إعطاء. وأما المهموز فمعنى آخر، يقال: أوكأت الرجل: أعطيته ما يتوكأ عليه، واتكأ على الشيء بالهمزة فهو متكئ. قوله: (وعاءها) بكسر الواو، وهو الظرف. ويجوز ضمها وهو قراءة الحسن: * (وعاء أخيه) * (يوسف: 76) وهو لغة، وقرأ سعيد بن جبير: (اعاء أخيه). بقلب الواو همزة، ذكره الزمخشري. وقال الجوهري: الوعاء واحد الأوعية، يقال: أوعيت الزاد والمتاع إذا جعلته في الوعاء. قال عبيد بن الأبرص.
* الخير يبقى وإن طال الزمان به * والشر أخبث ما أوعيت من زاد * قوله: (وعفاصها)، بكسر العين المهملة وبالفاء، وقال الكرماني: وبالقاف، والظاهر أنه غلط من الناسخ أو سهو منه، أو يكون ذهنه بادر إلى ما قيل: العقاص، بالقاف: الخيط يشد به أطراف الذوائب. قال في (العباب): العفاص الوعاء الذي يكون فيه النفقة إن كان جلدا أو خرقة أو غير ذلك، عن أبي عبيد. وكذلك يسمى الجلد الذي يكبس رأس القارورة: العفاص، لأنه كالوعاء لها، ومنه الحديث، ثم ذكر هذا الحديث. وقال الليث: عفاص القارورة صمامها، ويقال أيضا: عفاص القارورة غلافها، وهو فعال من العفص، وهو الثني والعطف لأن الوعاء ينثني على ما فيه وينعطف، وقد عفصت القارورة أعفصها بالكسر عفصا إذا شددت عليها العفاص. وقال الفراء: عفصت القارورة إذا جعلت لها عفاصا، والصمام بكسر الصاد المهملة هو الجلد الذي يدخل في فم القارورة، وكذا أيضا يقال لكل ما سددت به شيئا: السداد، بالكسر وهو البلغة أيضا، ومنه قول الشاعر:
* أضاعوني وأي فتى أضاعوا * ليوم كريهة وسداد ثغر * وأما السداد، بالفتح: فالقصد في الدين والسبيل. قوله: (ربها) أي: مالكها، ولا يطلق الرب على غير الله إلا مضافا مقيدا. قوله: (فضالة الإبل) قال الأزهري: لا يقع اسم الضالة إلا على الحيوان. يقال: ضل الإنسان والبعير وغيرهما من الحيوان وهي الضوال. وأما الأمتعة وما سوى الحيوان فيقال له: لقطة، ولا يقال: ضال. ويقال للضوالي أيضا: الهوامي والهوافي، واحدتها هامية وهافية، وهمت وهفت وهملت: إذا ذهبت على وجهها بلا راع. قوله: (وجنتاه)، الوجنة: ما ارتفع من الخد. ويقال ما علا من لحم الخدين، يقال فيه: وجنة، بفتح الواو وكسرها وضمها، وأجنة بضم الهمزة، ذكره الجوهري وغيره. قوله: (سقاؤها)، بكسر السين: هو اللبن والماء، والجمع القليل: أسقية، والكثير: أساقي، كما أن الرطب للبن خاصة، والنحي للسمن والقربة للماء. قوله: (وحذاؤها)، بكسر الحاء المهملة وبالمد: ما وطئ عليه البعير من خفه، والفرس من حافره، والحذاء: النعل أيضا. قوله: (ترد) من الورود. قوله: (فذرها) أي: دعها، من: يذر، وأميت ماضيه، قوله: (الغنم) وهو اسم مؤنث موضوع للجنس يقع على الذكور وعلى الإناث، وعليهما جميعا. فإذا صغرتها ألحقتها الهاء، فقلت: غنيمة، لأن أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كانت لغير الآدمين فالتأنيث لها لازم، يقال: خمس من الغنم ذكور، فتؤنث العدد وإن عنيت الكباش إذا كان يليه من الغنم، لأن العدد يجري تذكيره وتأنيثه على اللفظ لا على المعنى، والإبل كالغنم في جميع ذلك. قوله: (للذئب)، بالهمزة وقد تخفف بقلبها ياء، والأنثى ذئبة.
بيان الإعراب: قوله: (رجل) فاعل: سأله. قوله: (وكاءها) بالنصب مفعول: اعرف. وقوله: (ثم عرفها) عطف على: (أعرفها). قوله: (سنة)، نصب بنزع الخافض، أي مدة سنة. قوله: (ثم استمتع) عطف على: (ثم عرفها). قوله: (فأدها)، جواب الشرط، فلذلك دخلته الفاء. قوله: (فضالة الإبل) كلام إضافي: مبتدأ وخبره محذوف أي: ما حكمها؟ أكذلك أم لا؟ وهو من باب إضافة الصفة إلى الموصوف. قوله: (فغضب): الفاء، فيه للسببية كما في قوله تعالى: * (فوكزه موسى فقضى عليه) * (القصص: 15)، قوله: (حتى) للغاية بمعنى: إلى أن. وقوله: (وجنتاه) فاعل: احمرت، وعلامة الرفع الألف. قوله: (مالك ولها) وفي بعض النسخ: ومالك بالواو، وفي بعضها: فمالك بالفاء. وكلمة: ما، استفهامية، ومعناه: ما نصنع بها؟ أي: لم تأخذها ولم تتناولها، وإنها مستقلة بأسباب تعيشها. قوله: (سقاؤها) مبتدأ و: معها، مقدما خبره. و: حذاؤها، عطف على: سقاؤها. قوله: (ترد الماء) جملة يجوز أن تكون بيانا لما قبلها فلا محل لها من الإعراب، ويجوز أن يكون محلها الرفع على أنها خبر مبتدأ محذوف أي: هي ترد الماء وترعى الشجر. قوله: (فذرها) جملة من الفعل والفاعل والمفعول، والفاء فيها جواب شرط محذوف، التقدير: إذا كان الأمر كذلك فذرها، فكلمة