فكيف تدركه الصعقة وإنما تصعق الاحياء قوله (ممن استثنى الله تعالى) يدل على أنه كان حيا ولم يأت ان موسى رجع إلى الحياة ولا انه حي كما جاء في عيسى وقد قال صلى الله عليه وسلم لو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق قال القاضي يحتمل ان هذه الصعقة صعقة فزع بعد البعث حين تنشق السماوات والأرض فتنتظم حينئذ الآيات والأحاديث ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم فأفاق لأنه إنما يقال أفاق من الغشي واما الموت فيقال بعث منه وصعقة الطور لم تكن موتا واما قوله صلى الله عليه وسلم فلا أدري افاق قبلي فيحتمل انه صلى الله عليه وسلم قاله قبل ان يعلم أنه أول من تنشق عنه الأرض إن كان هذا اللفظ علي ظاهره وان نبينا صلى الله عليه وسلم أول شخص تنشق عنه الأرض على الاطلاق قال ويجوز أن يكون معناه انه من الزمرة الذين هم أول من تنشق عنهم الأرض فيكون موسى من تلك الزمرة
(١٣١)