جمهور العلماء معنى الحديث أصل ايمانهم واحد وشرائعهم مختلفة فإنهم متفقون في أصول التوحيد واما فروع الشرائع فوقع فيها الاختلاف واما قوله صلى الله عليه وسلم ودينهم واحد فالمراد به أصول التوحيد واصل طاعة الله تعالى وان اختلفت صفتها وأصول التوحيد والطاعة جميعا واما قوله صلى الله عليه وسلم (وانا أولى الناس بعيسى فمعناه أخص به لما ذكره قوله صلى الله عليه وسلم ما من مولود يولد الا نخسه الشيطان فيستهل صارخا من نخسة الشيطان الا ابن مريم وأمه) هذه فضيلة ظاهرة وظاهر الحديث اختصاصها بعيسى وأمه واختار القاضي عياض ان جميع الأنبياء يتشاركون فيها قوله صلى الله عليه وسلم (صياح المولود حين يقع نزغة من الشيطان) أي حين يسقط من بطن أمه ومعنى
(١٢٠)