شرح مسلم - النووي - ج ٧ - الصفحة ١٠٩
مخففة من ماد إذا مال ورواه بعضهم مارت ومعناه سالت عليه وامتدت وقال الأزهري معناه ترددت وذهبت وجاءت يعنى لكمالها ومنه قوله وإذا أراد البخيل أن ينفق قلصت عليه وأخذت كل حلقة موضعها حتى تجن بنانه ويعفو أثره قال فقال أبو هريرة يوسعها فلا تتسع وفي هذا الكلام اختلال كثير لأن قوله تجن بنانه ويعفو أثره إنما جاء في المتصدق لا في البخيل وهو على ضد ما هو وصف البخيل من قوله قلصت كل حلقة موضعها وقوله يوسعها فلا تتسع وهذا من وصف البخيل فأدخله في وصف المتصدق فاختل الكلام وتناقض وقد ذكر في الأحاديث على الصواب ومنه رواية بعضهم تحز ثيابه بالحاء والزاي وهو وهم والصواب رواية الجمهور تجن بالجيم والنون أي تستتر ومنه رواية بعضهم ثيابه بالثاء المثلثة وهو وهم والصواب بنانه بالنون وهو رواية الجمهور كما قال في الحديث الآخر أنامله ومعنى تقلصت انقبضت ومعنى يعفو أثره أي يمحى أثر مشيه بسبوغها وكمالها وهو تمثيل لنماء المال بالصدقة والانفاق والبخل بضد ذلك وقيل هو تمثيل لكثرة الجود والبخل وأن المعطى إذا أعطى انبسطت يداه بالعطاء وتعود ذلك وإذا أمسك صار ذلك عادة له وقيل معنى يمحو أثره أي يذهب بخطاياه ويمحوها وقيل في البخيل قلصت ولزمت كل حلقة مكانها أي يحمى عليه يوم القيامة فيكوى بها والصواب الأول والحديث جاء على التمثيل لا على الخبر عن كائن وقيل ضرب المثل بهما لأن المنفق يستره الله تعالى بنفقته ويستر عوراته في الدنيا والآخرة كستر هذه الجنة لابسها والبخيل كمن لبس جبة إلى ثدييه فيبقى مكشوفا بادي العورة مفتضحا في الدنيا والآخرة وهذا آخر كلام القاضي عياض رحمه الله تعالى قوله صلى الله عليه وسلم في الروايتين الأخريين (كمثل رجلين ومثل رجلين عليهما جنتان) هما بالنون في هذين الموضعين بلا شك ولا خلاف قوله (فانا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بإصبعه في جيبه فلو رأيته
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 نهي النساء عن اتباع الجنائز. غسل الميت 2
2 تكفين الميت 6
3 تسجية الميت وتحسين كفنه 10
4 الاسراع بالجنازة 12
5 فضل الصلاة على الجنازة واتباعها 13
6 الصلاة على القبر 24
7 القيام للجنازة ونسخة 26
8 مكان الامام في الصلاة على الميت 31
9 اللحد ونصب اللبن على الميت 33
10 النهى عن تجصيص القبر والبناء عليه و الجلوس عليه 37
11 ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها 40
12 استئذان النبي صلى الله عليه وسلم ربه في زيارة قبر أمه 45
13 ترك الصلاة على قاتل نفسه 47
14 كتاب الزكاة 48
15 ما يجب فيه العشر ونصف العشر 54
16 زكاة الفطر 57
17 الامر باخراج زكاة الفطر قبل الصلاة 63
18 تغليظ عقوبة من لا يؤدي الزكاة 73
19 الكنازون للأموال والتغليظ عليهم 77
20 الحث على النفقة وتبشير المنفق بالخلف 79
21 فضل النفقة على العيال والمملوك 81
22 الابتداء في النفقة بالنفس ثم الأصل ثم الأقارب 82
23 فضل النفقة على الأقربين والزوج والأولاد 84
24 وصول ثواب الصدقة عن الميت إليه 89
25 كل نوع من المعروف صدقة 91
26 فضل المنيحة 106
27 مثل المنفق والبخيل 107
28 ثبوت أجر المتصدق ولو وقعت الصدقة في يد فاسق 110
29 أجر الخازن والمرأة إذا تصدقت من بيت زوجها 111
30 فضل من ضم إلى الصدقة غيرها من أنواع البر 115
31 الحث على الانفاق وكراهة الاحصاء 118
32 فضل اخفاء الصدقة 120
33 بيان أن اليد العليا خير من اليد السفلى 124
34 النهي عن المسألة 127
35 من تحل له المسألة 133
36 جواز الاخذ بغير سؤال ولا تطلع 134
37 كراهة الحرص على الدنيا 138
38 التحذير من الاغترار بزينة الدنيا وما يبسط منها 141
39 فضل التعفف والصبر والقناعة 145
40 التحريض على قتل الخوارج 169
41 تحريم الزكاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله 175
42 إباحة الهدية للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم ولآله 181
43 كتاب الصيام 186
44 بيان فضل رمضان 187
45 وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال والفطر لرؤيته 188
46 النهي عن تقديم رمضان بصوم يوم أو يومين 194
47 بيان أن لكل بلد رؤيتهم الهلال 197
48 صفة الفجر الذي تتعلق به أحكام الصوم 200
49 فضل السحور واستحباب تأخيره وتعجيل الفطر 206
50 وقت انقضاء الصوم وخروج النهار 209
51 النهي عن الوصال 211
52 حكم التقبيل في الصوم 215
53 صحة صوم من طلع عليه الفجر وهو جنب 220
54 تحريم الجماع في نهار رمضان و وجوب الكفارة الكبرى فيه 224
55 جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر 229