يرفع صوته وتحمر وجنتاه ويشتد غضبه إذا ذكر الساعة كأنه منذر جيش قال ثم يقول أتتكم الساعة بعثت أنا والساعة هكذا وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى صبحتكم الساعة ومستكم من ترك مالا فلأهله ومن ترك دينا أو ضياعا فإلى وعلى والضياع يعنى ولده المساكين حدثنا عبد الله قال وجدت هذا الحديث في كتاب أبى بخط يده وسمعته في موضع آخر ثنا أبو اليمان قال أخبرني شعيب عن الزهري حدثني سنان بن أبي سنان الدؤلي وأبو سلمة بن عبد الرحمن ان جابر بن عبد الله الأنصاري وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أخبر انه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة قبل نجد فلما قفل رسول الله صلى الله عليه سلم قفل معهم فأدركتهم القائلة يوما في واد كثير العضاه فنزل النبي صلى الله عليه وسلم وتفرق الناس في العضاه يستظلون بالشجر ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يستظل تحت شجرة فعلق بها سيفه قال جابر فنمنا بها نومة ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم يدعونا فاتيناه فإذا عنده اعرابي جالس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هذا اخترط سفه وأنا نائم فاستيقظت وهو في يده صلتا فقال من يمنعك منى فقلت الله فقال من يمنعك منى فقلت الله فشام السيف وجلس فلم يعاقبه النبي صلى الله عليه وسلم وقد فعل ذلك حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن بكر أنا جريج أخبرني عمرو بن دينار قال سمعت جابر بن عبد الله يقول غزونا جيش الخبط وأميرنا أبو عبيدة بن الجراح فجعنا جوعا شديدا فالقى لنا البحر حوتا لم نر مثله يقال له العنبر فأكلنا منه نصف شهر وأخذ أبو عبيدة عظما من عظامه فكان الراكب يمر تحته حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن بكر أنا ابن جريج أخبرني أبو الزبير انه سمع جابر بن عبد الله يخبر نحوا من خبر عمرو هذا وزاد فيه قال وزودنا النبي صلى الله عليه وسلم جرابا من تمر فكان يقبض لنا قبضة قبضة ثم تمرة تمرة فنمضغها ونشرب عليها الماء حتى الليل ثم نقدما في الجراب فكنا نجتني الخبط بقسينا فجعنا جوعا شديدا فالقى لنا البحر حوتا ميتا فقال أبو عبيدة غزاة وجياع فكلوا فأكلنا فكان أبو عبيدة ينصب الضلع من أضلاعه فيمر الراكب على بعيره تحته ويجلس النفر الخمسة في موضع عينه فأكلنا منه وادهنا حتى صلحت أجسامنا وحسنت سحناتنا قال فلما قدمنا المدينة قال جابر فذكرناه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رزق أخرجه الله لكم فإن كان معكم منه شئ فأطعموناه قال فكان معنا منه شئ فأرسل به إليه بعض القوم فاكل منه حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هاشم بن القاسم وحسن بن موسى قالا ثنا زهير ثنا أبو الزبير عن جابر قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر علينا أبا عبيدة نتلقى عير القريش وزودنا جرابا من تمر لم يجد لنا غيره قال فكان أبو عبيدة يعطينا تمرة تمرة قال قلت كيف كنتم تصنعون بها قال نمصها كما يمص الصبي ثم نشرب عليها من الماء فكفينا يومنا إلى الليل قال وكنا نضرب بعصينا الخبط ثم نبله بالماء فنأكله قال وانطلقنا على ساحل البحر فرفع لنا على ساحل البحر كهيئة الكثيب الضخيم فاتيناه فإذا هو دابة يدعى العنبر قال أبو عبيدة ميتة قال حسن بن موسى ثم قال لا بل نحن رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال هاشم في حديثه قال لابل نحن رسل رسول الله صلى الله الله عليه وسلم وفي سبيل الله وقد اضطررتم فكلوا وأقمنا عليه شهرا ونحن ثلاثمائة حتى سمنا ولقد رأيتنا نغترف من وقب عينيه بالقلال الدهن ونقتطع منه الغدر كالثور أو كقدر الثور قال ولقد أخذ منا أبو عبيدة ثلاثة عشر رجلا فأقعدهم في وقب عينه وأخذ ضلعا من أضلاعه فأقامها ثم رجل أعظم بعير معنا قال حسن ثم رحل أعظم بعير كان معنا فمر من تحتها وتزودنا من لحمه وشائق فلما قدمنا المدينة أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
(٣١١)