قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم بارك لامتي بكورها قال وكان إذا بعث سرية أو جيشا بعثهم من أول النهار قال وكان صخر رجلا تاجرا وكان يبعث تجارته من أول النهار فأثرى وكثر ماله حدثنا عبد الله حدثني أبا ثنا عفان ثنا شعبة قال يعلى بن عطاء أنبأني قال سمعت عمارة بن حديد رجل من بجيلة قال سمعت صخرا الغامدي رجل من الأزد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم بارك لامتي في بكورها قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث سرية بعثهم أول النهار وكان صخر رجلا تاجر أو كان له غلما فكان يبعث غلمانه من أول النهار قال فكثر ماله حتى كان لا يدرى أين يضعه * (بقية حديث وفد عبد القيس رضى الله تعالى عنهم) * حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يونس بن محمد قال حدثني يحيى بن عبد الرحمن العصري ثنا شهاب بن عباد انه سمع بعض وفد عبد القيس وهم يقولون قدمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتد فرحهم بنا فلما انتهينا إلى القوم أوسعوا لنا فقعدنا فرحب بنا النبي صلى الله عليه وسلم ودعا لنا ثم نظر إلينا فقال من سيدكم وزعيمكم فأشرنا بأجمعنا إلى المنذر بن عائذ فقال النبي صلى الله عليه وسلم أهذا الأشج وكان أول يوم وضع عليه هذا الاسم بضربة لوجهه بحافر حمار قلنا نعم يا رسول الله فتخلف بعد القوم فعقل رواحلهم وضم متاعهم ثم أخرج عيبته فالقى عنه ثياب السفر ولبس من صالح ثيابه ثم أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد بسط النبي صلى الله عليه وسلم رجله واتكاء فلما دنا منه الأشج أوسع القوم له وقالوا ههنا يا أشج فقال النبي صلى الله عليه وسلم واستوى قاعدا وقبض رجله ههنا يا أشج فقعد عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم فرحب به والطفه وسأله عن بلاده وسمى له قرية قرية الصفا والمشقر وغير ذلك من قرى هجر فقال بابى وأمي يا رسول الله لانت أعلم بأسماء قرانا منا فقال إني قد وطئت بلادكم وفسح لي فيها قال ثم أقبل على الأنصار فقال يا معشر الأنصار أكرموا اخوانكم فإنهم أشباهكم في الاسلام أشبه شيئا بكم اشعارا وأبشارا أسلموا طائعين غير مكرهين ولا موتورين إذا بي قوم ان يسلموا حتى قتلوا قال فلما ان أصبحوا قال كيف رأيتم كرامة اخوانكم لكم وضيافتهم إياكم قالوا خير اخوان ألانوا فراشنا وأطابوا مطعمنا وباتوا وأصبحوا يعلمونا كتاب ربنا تبارك وتعالى وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم فأعجبت النبي صلى الله عليه وسلم وفرح بها ثم أقبل علينا رجلا رجلا فعرضنا عليه ما تعلمنا وعملنا فمتا من علم التحيات وأم الكتاب والسورة والسورتين والسنن ثم أقبل علينا بوجهه فقال هل معكم من أزوادكم شئ ففرح القوم بذلك وابتدروا رحالهم فاقبل كل رجل منهم معه صرة من تمر فوضعوها على نطع بين يديه فأومأ بجريدة في يده كان يختصر بها فوق الذراع ودون الذراعين فقال أتسمون هذا التعضوض قلنا نعم ثم أوما إلى صرة أخرى فقال أتسمون هذا الصرفان قلنا نعم ثم أومأ إلى صرة فقال أتسمون هذا البرنى قلنا نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما انه خير تمركم وأنفعه لكم قال فرجعنا من وفادتنا تلك فأكثرنا الغرز منه وعظمت رغبتنا فيه حتى صار معظم نخلنا وتمرنا البرنى فقال الأشج يا رسول الله ان أرضنا أرض ثقيلة وخمة وانا إذا لم نشرب هذه الأشربة هيجت ألواننا وعظمت بطوننا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تشربوا في الدباء والحنتم والنقير وليشرب أحدكم في سقاء يلاث على فيه فقال له الأشج بابى وأمي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص لنا في مثل هذه وأومأ بكفيه فقال يا أشج انى ان رخصت لك في مثل هذه وقال بكفيه هكذا شربته في مثل هذه وفرج يديه وبسطها يعنى أعظم منها حتى إذا ثمل أحدكم
(٤٣٢)