يتفاوتون، فمنهم من بلغ القمة في ايمانه واخلاصه وتضحياته، ومنهم من انحط إلى أسفل درك بسبب اسرافه في المنكرات والمعاصي، وبالرغم من أن التاريخ قد حاباهم فلقد سجل عليهم ما لا تقره الأديان والشرائع والأعراف في مختلف النواحي والمراحل التي مروا بها ولو أردنا ان نحصي تصرفاتهم التي لا يمكن ان تقرها الأديان بحال من الأحوال بل وحتى شريعة الغاب ولا يمكن افتراضها من نتائج الاجتهاد الذي يعذر فيه المجتهدون كما يحاول بعض الاعلام من السنة، لو أردنا ان نحصي عليهم تلك المخالفات الصريحة لنصوص القران لبلغت كتابا مستقلا، وقبل الحديث عن بعض تصرفاتهم لا بد من الإشارة إلى بعض النصوص التي تؤيد انحراف الكثير منهم في حياة الرسول وبعده عن المخطط الاسلامي الذي وضعه القرآن والرسول (ص)، كسا جاء في مجاميع الحديث الموثوقة عند السنة.
فقد جاء في البخاري عن عبد الله بن العباس. ان النبي (ص) قال:
انكم تحشرون حفاة عراة، وان أناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول أصحابي أصحابي: فيقول: انهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم، فأقول: كما ا قال العبد الصالح: وكنت عليم شهيدا ما دمت فيهم.
وجاء فيه أيضا عن أبي هريرة، ان النبي (ص) قال: بينا انا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم، خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم: قلت إلى أين، قال إلى النار والله: قلت وما شأنهم؟ قال: ارتدوا على أدبارهم القهقرى، ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل وقال هلم: قلت إلى أين: قال إلى النار والله: قلت وما شأنهم قال: انهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى، فلا أراه يخلص منهم الا مثل همل النعم (1). وجاء فيه ان