وكن لله مطيعا، وبذكره آنسا، وتمثل في حال توليك عنه إقباله عليك، يدعوك إلى عفوه، ويتغمدك بفضله، وأنت متول عنه إلى غيره... فلم يمنعك فضله، ولم يهتك عنك ستره، بل لم تخل من لطفه مطرف عين من نعمة يحدثها لك، أو سيئة يسترها عليك، أو بلية يصرفها عنك (ك 223).
(86) في انه تعالى لا يصدر عنه العبث، ولا يأمر بالقبيح، وأن حكمه في أهل السماء والأرض واحد:
ما خلق امرؤ عبثا فيلهو، ولا ترك سدى فيلغو (ح 370).
واعلموا عباد الله، أنه لم يخلقكم عبثا ولم يرسلكم هملا (خ 195).
ولم يرسل الأنبياء لعبا، ولم ينزل الكتاب للعباد عبثا، ولا خلق السموات والأرض وما بينهما باطلا:
«ذلك ظن الذين كفروا، فويل للذين كفروا من النار» (ح 78).
فإنه لم يأمرك إلا بحسن، ولم ينهك إلا عن قبيح (ر 31).
إن حكمه في أهل السماء والأرض لواحد (خ 192).
واعلموا أنه لن يرضى عنكم بشيء سخطه على من كان قبلكم، ولن يسخط عليكم بشيء رضيه ممن كان قبلكم (خ 183).
ما كان الله سبحانه ليدخل الجنة بشرا بأمر أخرج به منها ملكا (خ 192).
(87) في انه تعالى لم يجبر عباده على أفعالهم، وأن المكلف مختار وله إرادة:
(من كلام له (ع) لما سأله الشامي: أكان مسيرنا إلى الشام بقضاء من الله وقدر) ويحك لعلك ظننت قضاء لازما، وقدرا حاتما، ولو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب، وسقط الوعد والوعيد، وان الله سبحانه أمر عباده تخييرا، ونهاهم تحذيرا، وكلف يسيرا ولم يكلف عسيرا، وأعطى على القليل كثيرا. ولم يعص مغلوبا، ولم يطع مكرها... «ذلك ظن الذين كفروا، فويل للذين كفروا من النار» (ح 78).
(وسئل عن القدر فقال (ع)): طريق مظلم فلا تسلكوه، وبحر عميق فلا تلجوه، وسر الله فلا تتكلفوه (ح 287).