سبحانه وتعالى، وقد قال الله سبحانه:
«فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول» فرده إلى الله أن نحكم بكتابه، ورده إلى الرسول أن نأخذ بسنته (ك 125).
وأما قولكم: لم جعلت بينك وبينهم أجلا في التحكيم فإنما فعلت ذلك ليتبين الجاهل، ويتثبت العالم، ولعل الله أن يصلح في هذه الهدنة أمر هذه الأمة، ولا تؤخذ بأكظامها، فتعجل عن تبين الحق، وتنقاد لأول الغي، إن أفضل الناس عند الله من كان العمل بالحق أحب إليه - وإن نقصه وكرثه - من الباطل وإن جر إليه فائدة وزاده، فأين يتاه بكم، ومن أين أتيتم (ك 125).
(578) 3 - الإمام يرفض أبا موسى الأشعري حكما عنه، ويقترح عبد الله بن العباس بدلا منه:
ألا وإن القوم اختاروا لأنفسهم أقرب القوم مما تحبون، وإنكم اخترتم لأنفسكم أقرب القوم مما تكرهون، وإنما عهدكم بعبد الله بن قيس بالأمس يقول:
«إنها فتنة، فقطعوا أوتاركم، وشيموا سيوفكم». فإن كان صادقا فقد أخطأ بمسيره غير مستكره، وإن كان كاذبا فقد لزمته التهمة، فادفعوا في صدر عمرو بن العاص بعبد الله بن العباس، وخذوا مهل الأيام، وحوطوا قواصي الإسلام (ك 238).
(579) 4 - الإمام ينزل على رأي أصحابه في تعيين أبي موسى الأشعري ويقوم بنصيحته محاولة منه عليه السلام بأن لا يزيغ الأشعري عن حكم الحق والقرآن الكريم:
فإن الناس قد تغير كثير منهم عن كثير من حظهم، فمالوا مع الدنيا ونطقوا بالهوى، وإني نزلت من هذا الأمر منزلا معجبا، اجتمع به أقوام أعجبتهم أنفسهم، وأنا أداوي منهم قرحا أخاف أن يكون علقا، وليس رجل - فاعلم - أحرص على جماعة أمة محمد (ص) مني، أبتغي بذلك حسن الثواب، وكرم المآب، وسأفي بالذي وأيت على نفسي، وإن تغيرت عن صالح ما فارقتني عليه، فإن الشقي من حرم نفع ما أوتي من العقل، والتجربة، وإني لأعبد أن يقول قائل بباطل، وأن أفسد أمرا قد أصلحه الله، فدع ما لا تعرف (ر 78).