المعجم الموضوعي لنهج البلاغة - أويس كريم محمد - الصفحة ٣٥٤
«النفاق والمنافقون» (481) شدة خطورة النفاق على الجامعة:
ولقد قال لي رسول الله (ص):
«إني لا أخاف على أمتي مؤمنا ولا مشركا، أما المؤمن فيمنعه الله بإيمانه، وأما المشرك فيقمعه الله بشركه. ولكني أخاف عليكم كل منافق الجنان، عالم اللسان، يقول ما تعرفون، ويفعل ما تنكرون» (ر 27).
(482) في علامات المنافقين:
وإن لسان المؤمن من وراء قلبه، وإن قلب المنافق من وراء لسانه: لأن المؤمن إذا أراد أن يتكلم بكلام تدبره في نفسه، فإن كان خيرا أبداه، وإن كان شرا واراه. وإن المنافق يتكلم بما أتى على لسانه لا يدري ما ذا له. وما ذا عليه (خ 176).
وأحذركم أهل النفاق، فإنهم الضالون المضلون، والزالون المزلون، يتلونون ألوانا، ويفتنون افتنانا. ويعمدونكم بكل عماد، ويرصدونكم بكل مرصاد. قلوبهم دوية، وصفاحهم نقية، يمشون الخفاء، ويدبون الضراء. وصفهم دواء، وقولهم شفاء، وفعلهم الداء العياء، حسدة الرخاء، ومؤكدوا البلاء، ومقنطوا الرجاء. لهم بكل طريق صريع، وإلى كل قلب شفيع، ولكل شجو دموع. يتقارضون الثناء، ويتراقبون الجزاء: إن سألوا ألحفوا، وإن عذلوا كشفوا، وإن حكموا أسرفوا. قد أعدوا لكل حق باطلا، ولكل قائم مائلا، ولكل حي قاتلا، ولكل باب مفتاحا، ولكل ليل مصباحا. يتوصلون إلى الطمع باليأس ليقيموا به أسواقهم، وينفقوا به أعلاقهم. يقولون فيشبهون، ويصفون فيموهون. قد
(٣٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 348 349 350 351 353 354 355 356 357 358 359 ... » »»